فصل: ظوف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العباب الزاخر واللباب الفاخر ***


ظوف

يقال‏:‏ أخذه بظُوْفُ رقبته وبظافِ رقبته‏:‏ أي بجلد رقبته‏.‏ وقال ابن عباد‏:‏ تركته بظُوْفِ رقبته وبظُوْفِ قفاه‏:‏ أي وحده‏.‏

وجاء يَظْأفُه ويَظُوْفُه‏:‏ أي يطرده‏.‏

عترف

رجل عِتْرِيْفٌ وعُتْرُوْفٌ‏:‏ أي خبيث فاجر جريء ماضٍ، وقال ابن دريد‏:‏ مُتَغَشْرِمٌ غاشم‏.‏

وجَمَلٌ عِتْرِيْفٌ وعُتْرُوْفٌ‏:‏ شديد، وناقة عِتْرِيْفَةٌ كذلك، قال تميم بن أُبَيِّ بن مقبل‏:‏

من كل عِتْرِيْفَةٍ لم تعد أن بزلت *** لم يبغ درتها راعٍ ولا رُبَعُ

وقال ابن عباد‏:‏ العِتْرِيْفَةُ‏:‏ القليلة اللبن والعزيزة النفس التي لا تبالي الزجر‏.‏

والعُتْرُفانُ‏:‏ الديك، ونبت عريض من نبات الربيع‏.‏

والعَتْرَفَةُ‏:‏ الشدة‏.‏

والتَّعِتْرُفُ‏:‏ التَّغَطْرُسُ‏.‏

والتَّعَتْرُفُ -أيضًا-‏:‏ ضد التَّعَفْرُتِ، من العِفْرِيْتِ‏.‏

عتف

ابن الأعرابي‏:‏ العُتُوْفُ‏:‏ النَّتْفُ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ مضى عِتْفٌ من الليل وعِدْفٌ -بالكسر-‏:‏ أي قطعة منه‏.‏

عجرف

الليث‏:‏ العَجْرَفِيَّةُ‏:‏ جفوة في الكلام وخرق في العمل‏.‏ ويكون الجمل عَجْرفيَّ المشي لسرعته‏.‏ ورجل فيه عَجْرَفِيَّةٌ‏.‏

قال‏:‏ والعُجْرُوْفُ‏:‏ دويبة ذاة قوائم طوال‏.‏ ويقال -أيضًا-‏:‏ هو النمل الذي رفعته عن الأرض قوائمه‏.‏

وعَجَارِيْفُ الدهر‏:‏ حوادثه، قال قيس‏:‏

لم تنسني أُمَّ عمار نوىً قذف *** ولا عَجَارِيْفُ دهر لا تُعَرِّيني

أي لا تخليني‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ يقال رأيت عَجَارِفَ المطر‏:‏ إذا أقبل بشدة‏.‏

وقال العزيزي‏:‏ العُجْرُوْفُ والعُجْرُوْفَةُ‏:‏ العجوز، وأنشد لعبد الصمد بن عنمة‏:‏

فآب إلى عُجْرُوْفَةٍ باهِلَّيةٍ *** يخلُّ عليها بالعشي بجادها

وقال ابن عباد‏:‏ ناقة عُجْرُوْفٌ‏:‏ خفيفة‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ العَجْرَفَةُ‏:‏ الأقدام في هوجٍ‏.‏

وجَمَلٌ فيه عَجْرَفَةٌ وتَعَجْرُفٌ‏:‏ كأن فيه خرقا وقلة مبالاة وضباطة؛ قال امية اب أبي عائذ الهذلي يصف ناقته‏:‏

ومن سيرها العنق المسبطر *** رو العَجْرَفِيَّةُ بعد الكلال

ويقال‏:‏ نوقٌ ذوات عَجَارِفَ‏:‏ أي نشائط، قال ذو الرمة‏:‏

وصلنا بها الأخماس حتى تبدلت *** من الجهل أحلاما ذوات العَجَارِفِ

وفلان يَتَعَجْرَفُ عليَّ‏:‏ إذا كان يركبك بما تكره ولا يهاب شيئًا‏.‏

وتَعَجْرَفَ فلان علينا‏:‏ إذا تكبر‏.‏

عجف

الليث‏:‏ العَجَفُ‏:‏ ذهاب السِّمَنِ، والذكر أعْجَفُ، والأنثى عَجْفَاءُ، والجميع‏:‏ عِجَافٌ من الذكران والإناث؛ والفعل عَجِفَ يَعْجَفُ عَجَفًا، وليس في كلام العرب أفعل يجمع على فِعَالٍ غير هذه الكلمة؛ رواية شاذة عن العرب، حملوها على لفظ سِمَانٍ فقالوا‏:‏ سِمَانٌ وعِجَافٌ -على فِعَالٍ- وقال غيره‏:‏ العرب قد تحمل الشيء على ضده، كما قالوا عدوه بناءً على صديقةٍ، وفَعُوْلٌ إذا كان بمعنى فاعلٍ لا تدخله الهاء، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يأكُلُهُنَّ سبعٌ عِجَافٌ‏}‏‏.‏ وفي حديث أم معبد -رضي الله عنها-‏:‏ يَسُوْقُ أعنزًا عِجَافًا‏.‏ وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ع ز ب‏.‏ وقال مرداس بن أُدَيَّةَ‏:‏

وأن يعرين إن كُسِيَ الجواري *** فتنبو العين عن كرم عِجَافِ

وقال الفرّاء‏:‏ عَجُفَ المال -بالضم-‏:‏ لغة في عَجِفَ -بالكسر-‏.‏

ونصل أعْجَفُ‏:‏ أي رقيق، ونصال عِجَافٌ، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي‏:‏

تراح يداه لِمَحْشُوْرَةٍ *** خواظي القداح عِجَافِ النِّصَالِ

وقال الليث‏:‏ العِجَافُ‏:‏ من أسماء التمر، وأنشد‏:‏

نَعَافُ وإن كانت خِماصًا بطوننا *** لُبَابَ المُصفّى والعِجَافَ المجردا

وقال ابن عبّاد‏:‏ العِجَافُ‏:‏ حب الحنظل،وأسم من أسماء الزمان‏.‏

وأرَضُوْنَ عِجَافٌ‏:‏ لم تمطر‏.‏

والعَجْفَاءُ‏:‏ الأرض التي لا خير فيها، قال‏:‏

لقح العِجَافُ له بسابع سبعة *** وشَرِبْنَ بعد تحلُّؤٍ فروينا

وأبو العَجْفاءِ‏:‏ هرم بن نسيب السُّلميُّ من التابعين‏.‏

وأبو العَجْفاءِ‏:‏ عبد الله بن مسلم المكي من أتباع التابعين‏.‏

وحكى الكسائي‏:‏ شَفَتانِ عَجْفاوانِ‏:‏ أي لطيفان‏.‏

ويقال‏:‏ عَجَفْتُ نفسي عن الطعام فأنا أعْجِفُها عَجْفًا وعُجُوْفًا‏:‏ إذا حبست نفسك عنه وأنت تشتهيه لتؤثر جائعًا، ولا يكون العَجْفُ إلا على الجوع؛ وذلك أن يدع الطعام وهو يشتهيه حتى يشبع مؤاكله الذي يؤاكله‏.‏

ويقال‏:‏ عَجَفْتُ نفسي على المريض أعجِفُها عَجْفًا‏:‏ إذا صبرت عليه فأقمت عليه ومرضته، قال‏:‏

أني وإن عيَّرْتِني نحولي *** أو ازدريْتِ عظمي وطولي

لأعْجِفُ النفس على خليلي *** اعرضُ بالود وبالتنويل

وتقول‏:‏ عَجَفْتُ نفسي على فلانٍ أعْجِفُها عَجْفًا‏:‏ إذا احتملت عنه ولم تؤاخذه‏.‏

وقال غيره‏:‏ عَجَفْتُ الدابة أعْجُفُها واعْجِفُها عَجْفًا‏:‏ إذا هزلتها‏.‏

وسيف مَعْجُوْفٌ‏:‏ إذا كان داثرًا لم يصقل، قال كعب بن زهير رضي الله عنه‏:‏

وكأن موضع رحلها من صُلْبِها *** سيفٌ تقادم عهده مَعْجُوفُ

وبعير مَعْجُوْفٌ‏:‏ أي أعْجَفُ‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ العُجُوْفُ‏:‏ ترك الطعام‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ بنو العُجَيْفِ‏:‏ قبيلة من العرب‏.‏

وعاجِفٌ‏:‏ موضع في شق بني تميم مما يلي القبلة، قال تميم بن أُبِيِّ بن مقبل‏:‏

ألا ليت ليلى بين أجماد عاجِفٍ *** وتِعْشَارَ أجلى في سريحٍ وأسْفَرا

وأعْجَفَه‏:‏ أي هزله، مثل عَجَفَه‏.‏

وأعْجَفَ القوم‏:‏ عَجِفَتْ مواشيهم‏.‏

واعْجَفْتُ بنفسي على فلانٍ‏:‏ إذا أقمت عليه وهو مريض، مثل عَجَفْتُ نفسي عليه‏.‏

والتَّعْجِيْفُ‏:‏ الكل دون الشبع‏.‏ وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان في مسير له فقال لسلمة بن الأكوع -رضي الله عنه-‏:‏ ألا تنزل فتقول من هناتك، فنزل يرتجز ويقول‏:‏

لم يغذها مد ولا نَصِيْفْ *** ولا تُمَيْرَاتٌ ولا تَعْجِيْفْ

لكن غذاها اللبن الخريف *** المحض والقارص والصَّرِيْفْ

فلما سمعته الأنصار يذكر التميرات والرغيف علموا أنه يعرض بهم فاستنزلوا كعب بن مالك -رضي الله عنه-، فنزل يرتجز‏:‏

لم يَغْذُها مدٌّ ولا نصيفْ *** ولا تميرات ولا تَعْجِيْفْ

لكن غَذَاها حَنظلً نَقيفْ *** ومذقَةٌ كطرة الخَنِيْفْ

تبيت بين الزرب والكَنِيْفْ ***

ورواية القتبي‏:‏ ‏"‏ولا تميرات ولا رغيف‏"‏، والأولى رواية أبي عبيد، ويروى الرجز لعبد الله بن خطلٍ، وأوله‏:‏

آنِسَةٌ بيضاءُ كالخشيفْ *** لم يغذها

والتركيب يدل على الهزال وعلى حبس النفس وصبرها على الشيء أو عنه‏.‏

عجلف

قيل‏:‏ إن اسم النملة المذكورة في القرآن‏:‏ عَيْجَلُوْفُ، وقيل غير ذلك، والله أعلم‏.‏

عدف

ابن فارسٍ‏:‏ العَدْفُ‏:‏ النوال القليل، يقال‏:‏ أصبنا من ماله عَدْفًا‏.‏

وقال غيره‏:‏ عَدَفَ يَعْدِفُ عَدْفًا‏:‏ أي أكل، يقال‏:‏ ما ذقت عَدُوْفًا ولا عَدُوْفَةً ولا عَدْفًا ولا عدَافًا‏:‏ أي شيئًا‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ كنت عند يزيد بن مزيد الشيباني فأنشدته بيت قيس بن زهير‏:‏

ومُجَنَّباتٍ ما يذقن عذوفه *** يَقْذِفْنَ بالمهرات والأمهارِ

ويورى‏:‏ ‏"‏عَذُوْفًا‏"‏، قال لي يزيد‏:‏ صَحَّفْتَ يا أبا عمرو؛ إنما هي ‏"‏عَدُوْفَةً‏"‏ بالدال المهملة، قال‏:‏ فقلت له لم أصحفْ أنا ولا أنت، تقول ربيعة هذا الحرف بالذال المعجمة، وسائر العرب بالدال المهملة‏.‏ قال الصَّغَاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ هكذا روي عن أبي عمرو نسبة البيت إلى قيس بن زهير، وإنما هو للربيع بن زياد العبسي‏.‏

ويقال‏:‏ باتت الدابة على غير عَدُوْفٍ‏:‏ أي على غير عَلَفٍ، هذه لغة مضر‏.‏

والعَدَفُ -بالتحريك-‏:‏ القذى‏.‏

والعِدْفَةُ -بالكسر-‏:‏ ما بين العسرة إلى الخمسين من الرجال‏.‏

وأعطاه عِدْفَةً من المال‏:‏ أي قطعة منه‏.‏

ومر عَدْفٌ من الليل‏:‏ أي قطع منه‏.‏

والعَدِفَةُ‏:‏ كالصَّنِفَةِ من الثوب‏.‏

وعِدْفَةُ كل شجرة وعَدَفَتُها -بالتحريك-‏:‏ أصلها الذاهب في الأرض، والجمع‏:‏ عِدَفٌ وعَدَفٌ، قال ذلك ابن الأعرابي، وأنشد للطرماح يمدح يزيد بن المهلب‏:‏

حَمّال أشناقِ ديات الثأى *** عن عدَفِ الأصل وجشّامها

أراد بالعِدَفِ‏:‏ الجماعات، يقول‏:‏ إنه يحمل الحمالات والمغارم عن أقاصي الأصل فكيف عن معظمه، وخفض الجشام لقرب الجوار، والكناية للأشْناقِ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ العِدْفَةُ‏:‏ الصُّدْرَةُ‏.‏

قال‏:‏ والعَيْدَفُ‏:‏ نحو العِدْفَةِ وهي القطعة من الشيء، قال‏:‏ ولا أحُقُّه‏.‏

وقال العزيزي‏:‏ ما تَعَدَّفْتُ اليوم‏:‏ أي ما ذقت قليلا فضلا عن كثير‏.‏

والتركيب يدل على قلة أو يسير من كثير‏.‏

عذف

ابن دريد‏:‏ العَدُوْفُ والعَذُوْفُ واحد‏:‏ وهو ما يتقوته الإنسان والدابة‏.‏

والعَدْفُ والعَذْفُ‏:‏ الأكل، والإعجام لغة ربيعة‏.‏

ويقال‏:‏ ما ذقت عَذْفًا ولا عَذُوْفًا‏:‏ أي شيئًا‏.‏

وباتت الدابة على غير عَذُوْفٍ‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ العُذُوْفُ‏:‏ السكوت‏.‏

وسم عُذَافٌ -مقلوب ذُعَافٍ-‏:‏ أي قاتل‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ ما زلتُ عاذِفًا منذ اليوم‏:‏ أي لم أذق شيئًا‏.‏

عرجف

ابن عباد‏:‏ العُرْجُوْفُ‏:‏ نحو العُرْجُوْمِ للشديدة الضخمة‏.‏

عرصف

العِرْصافُ‏:‏ واحد عَرَاصِيْفِ الرحل، وهي أربعة أوتاد يجمعن بين رؤوس أحناء القبب في رأس كل حنوٍ وتدان مشدودان بعقب أو بجلود الإبل وفيه الظَّلِفاتُ‏.‏ وقال الأصمعي‏:‏ العَرَاصِيْفُ‏:‏ الخشبتان اللتان تشدان بين واسط الرحل وآخرته يمينا وشمالا‏.‏ وعِرْصَافُ الاكاف وعُصْفُوْرُه وعُرْصُوْفُه -أيضًا-‏:‏ قطعة خشبة مشدودة بين الحنوين المقدمين‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ العِرْصافُ والعِرْفاصُ‏:‏ خصلة من العَقَبِ والقِدِّ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ عَرَاصِيْفُ سنام البعير‏:‏ أطراف سَنَاسِنِ ظهره، واحدها عُرْصُوْفٌ‏.‏

وعَرَاصِيْفُ الخرطوم‏:‏ عظام تتثنى في الخيشوم‏.‏

والعُرْصُوْفانِ‏:‏ عودان قد أدخلا في دُجْرَيِ الفدان يتفرقان، والدُّجْرُ‏:‏ الخشبة التي تشد عليها حديدة الفدان‏.‏

وقال الأزهري‏:‏ يقال للسوط إذا سوي من العقب‏:‏ عِرْصَافٌ وعِرْفاصٌ‏.‏

وقال الليث‏:‏ العِرْصافُ‏:‏ العقب المستطيل، واكثر ما يقال ذلك لعقب الجنبين والمتنين‏.‏

وعَرْصَفْتُ الشيء‏:‏ جذبته فشققته مستطيلا‏.‏

عرف

المَعْرفَةُ والعِرْفانُ‏:‏ مصدرا عَرَفْتُه أعْرِفُه‏.‏

وقولهم‏:‏ ما أعْرفُ لأحد يصرعني‏:‏ أي ما أعترف‏.‏

وعَرَفْتُ الفرس أعْرِفُه عَرْفًا‏:‏ أي جززت عُرْفَه‏.‏

وعَرَفَه‏:‏ أي جازاه‏.‏ وقرأ الكسائي قوله تعالى‏:‏ ‏{‏عَرَفَ بعضه‏}‏ بالتخفيف‏:‏ أي جازى حفصة -رضي الله عنها- ببعض ما فعلت، وهذا كما تقول لمن يسيء أو يحسن‏:‏ أنا أعْرِفُ لأهل الإحسان وأعْرِفُ لأهل الإساءة؛ أي لا يخفى علي ذلك ولا مقابلة بما يكون وفقًا له‏.‏

والعَرْفُ‏:‏ الريح؛ طيبة كانت أو منتنة، يقال‏:‏ ما أطيب عَرْفَه‏.‏

وفي المثل‏:‏ لا يعجز مسك السوء عن عَرْفِ السوء‏.‏ يضرب للئيم الذي لا ينفك عن قبح فعله؛ شبه بالجلد الذي لم يصلح للدباغ فنبذ جانبًا فأنتن‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ العَرْفُ نبات ليس بحمض ولا عِضَاه من الثمام‏.‏

والعَرْفَةُ‏:‏ قرحة تخرج في بياض الكف؛ عن ابن السكيت، يقال‏:‏ عُرِفَ الرجل -على ما لم يسم فاعله-‏:‏ أي خرجت به تلك القرحة‏.‏

والمَعْرُوْفُ‏:‏ ضد المنكر، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وأمر بالمَعْروفِ‏}‏، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «صنائع المَعْروفِ تقي مصارع السوء»‏.‏

وقوله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «أهل المَعْروفِ في الدنيا هم أهل المَعْروفِ في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة‏.‏ أي من بذل مَعروفه في الدنيا أعطاه الله جزاء معروفه في دار الآخرة، وقيل‏:‏ أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود متشفعًا فيهم شفعة الله في الآخرة في أهل التوحيد فكان عند الله وجيهًا كما كان عند الناس وجيهًا‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ سألت ابن الأعرابي عن معنى هذا الحديث فقال‏:‏روى الشعبي أن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال‏:‏ يأتي أصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيغفر لهم بمعروفهم فتبقى حسناتهم جامة فيعطونها لمن زادت سيئاتهم فتزيد حسناته فيغفر له ويدخل الجنة‏.‏

ومَعْروفٌ‏:‏ فرس الزبير بن العوام -رضي الله عنه-، قال يحيى بن عروة بن الزبير‏:‏

أب لي آبي الخَسْفِ قد تعلمونه *** وصاحب مَعْرًوْفٍ سِمَامُ الكتائب

أبي الخسف‏:‏ هو خويلد بن أسد بن عبد العُزّى، وصاحب معروف‏:‏ هو الزبير رضي الله عنه‏.‏

ومَعْرُوْفٌ -أيضًا-‏:‏ فرس سلمة بن هند الغاضري‏.‏

وأبو محفوظ معروف بن فيرزان الكرخي -قدس الله روحه-‏:‏ قبره الترياق المجرب‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ عرضت لي حاجة أعيتني وحيرتني سنة وخمس عشرة وستمائة فأتيت قبره وذكرت له حاجتي كما تذكر للأحياء معتقدا أن أولياء الله لا يموتون ولكن ينقلون من دار إلى دار، وانصرفت، فقضيت الحاجة قبل أن أصل إلى مسكني‏.‏

ويوم عَرَفَةَ‏:‏ التاسع من ذي الحجة، وتقول‏:‏ هذا يوم عَرَفَةَ -غير منون-، ولا تدخلها الألف واللام‏.‏

وعَرَفاتٌ‏:‏ الموضع الذي يقف الحاج به يوم عَرَفَةَ، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فإذا أفَضْتُم من عَرَفَاتٍ‏}‏، وهي اسم في لفظ الجمع فلا تجمع‏.‏ وقال الفرّاء‏:‏ لا واحد لها بصحة، وقول الناس‏:‏ نزلنا عَرَفَةَ شبيه بمُوَلَّدٍ وليس بعربي محض، وهي معرفة وغن كانت جمعا؛ لأن الأماكن لا تزول فصارت كالشيء الواحد وخالفت الزيدين، تقول‏:‏ هؤلاء عَرَفاتٌ حسنة، تنصب النعت لأنه نكرة، وهي مَصْروفَةٌ‏.‏ وقال الأخفش‏:‏ غنما صُرِفَتْ لأن التاء بمنزلة الياء والواو في مسلمين ومسلمون لأنه تذكيره؛ وصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمي به ترك على حاله كما يترك مسلمون إذا سمي به على حاله، وكذلك القول في أذرعات وعانات وعُرَيْتِنَاتٍ‏.‏

والنسبة إلى عَرَفاتٍ‏:‏ عَرَفيٌّ، وينسب إليها زَنْفَلُ بن شداد العَرَفيُّ من أباع التابعين، وكان يسكنها‏.‏

وكقال ابن فارس‏:‏ أما عَرَفاتٌ فقال قوم سميت بذلك لأن آدم وحواء -عليهما السلام-تعارفا بها، وقال آخرون‏:‏ بل سميت بذلك لأن جبريل -عليه السلام- لما أعلم إبراهيم -صلوات الله عليه- مناسك الحج قال له‏:‏ أعَرَفْتَ، وقيل‏:‏ لأنها مكان مقدس معظم كأنه قد عُرِّفَ‏:‏ أي طُيِّبَ‏.‏

والعارِفُ والعَرُوْفُ‏:‏ الصبور، يقال‏:‏ أصيب فلان فوجد عارِفًا، وقول عنترة بن شداد العبسي‏:‏

فصبرت عارِفَةً لذلك حرة *** ترسو إذا نفس الجبان تطلع

يقول‏:‏ حسبت نفسًا عارِفَةً أي صابرة‏.‏ وقال النابغة الذبياني‏:‏

على عارِفاتٍ للطِّعَانِ عوابس *** بهن كلوم بين دامٍ وجالب

أي‏:‏ صابرات‏.‏

والعارِفَةُ-أيضًا-‏:‏ المَعْرُوْفُ، والجمع‏:‏ عَوَارِفُ‏.‏

والعَرّافُ‏:‏ الكاهن، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «من أتى عَرّافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة‏.‏

والعَرّافُ -أيضًا-‏:‏ الطبيب، قال عروة بن حزام العذري‏:‏

وقلت لعَرّافِ اليمامة دواني *** فإنك إن أبرأتني لطبيب

فما بي من سقم ولا طيفِ جِنَّةٍ *** ولكن عمي الحميري كذوب

ويقال للقُنَاقِنِ‏:‏ عَرّافٌ‏.‏

وقد سموا عَرّافًا‏.‏

وقال الليث‏:‏ أمر مَعْروفٌ، وأنكره الأزهري‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ عَرَفَ أي استحذى‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ عَرِفَ -بالكسر-‏:‏ إذا أكثر الطيب، وعَرِفَ‏:‏ إذا ترك الطيب‏.‏

والعُرْفُ -بالضم-‏:‏ ضد النكر، يقال‏:‏ أولاه عُرْفًا‏:‏ أي معروفًا، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وأمر بالعُرْفِ‏}‏، قال النابغة الذبياني يعتذر إلى النعمان‏:‏

أبى الله إلا عدله ووفاءه *** فلا النكر مَعْروْفٌ ولا العُرْفُ ضائع

والعُرْفُ -أيضًا-‏:‏ الاسم من الاعتراف، ومنه قولهم‏:‏ له ألفٌ عُرْفًا‏:‏ أي اعْتِرافًا، وهو توكيد‏.‏

والعُرْفُ‏:‏ عُرْفُ الفرس، والجمع‏:‏ أعْرَافٌ، قال أمرؤ القيس‏:‏

نمشُّ بأعرافْ الجياد أكُفَّنا *** إذا نحن قمنا عن شواءٍ مُضَهَّبِ

والعُرْفُ‏:‏ موضع، قال الحُطَيْئة‏:‏

أدار سُلَيْمى بالدَّوانِكِ فالعُرْفِ *** أقامت على الأرواح والديم الوُطْفِ

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏والمُرْسَلاتِ عُرْفًا‏}‏ يقال‏:‏ هو مستعار من عُرْفِ الفرس؛ أي يتتابعون كعُرْفِ الفرس، ويقال‏:‏ أرسلت بالعُرْفِ أي بالمَعْروف‏.‏

والعُرْفُ والعُرُفُ والعُرْفَةُ -والجمع‏:‏ العُرَفُ والأعْرافُ-‏:‏ الرمل المرتفع، قال الكميت‏:‏

أأبكاك بالعُرَفِ المنزل *** وما أنت والطَّلل المحول

والعُرَفُ‏:‏ مواضع يقال لواحدة منها‏:‏ عُرْفَةُ صارة؛ ولأخرى‏:‏ عُرْفَةُ القَنَانِ؛ ولأخرى‏:‏ عُرْفَةَ ساقٍ‏.‏ وساقٌ يقال له ساقُ الفروين، وفيه يقول الكميت أيضًا‏:‏

رأيت بعُرْفَةَ الفروين نارًا *** تُشَبُّ ودوني الفلُّوجتان

ويقال‏:‏ العًرَفُ في بلاد سعد بن ثعلبة وهم رهط الكميت‏.‏

والعُرْفَةُ‏:‏ أرض بارزة مستطيلة تنبت‏.‏

والعُرْفَةُ‏:‏ الحد، والجمع‏:‏ عُرَفٌ‏.‏

ويقال‏:‏الأعراف في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ونادى أصحاب الأعْرَافِ‏}‏ سور بين الجنة والنار‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ الأعْرَافُ ضربٌ من النخل، وأنشد‏:‏

يغرس فيها الزّاذ والأعْرَافا *** والنّابجي مُسْدِفًا إسْدَافا

وقال الأصمعي‏:‏ العُرْفُ في كلام أهل البحرين‏:‏ ضَرْبٌ من النخل‏.‏

والعُرْفُ‏:‏ من العلام‏.‏

وذو العُرْفِ‏:‏ ربيعة بن وائل ذي طوّافٍ الحضرمي، من ولده ربيعة بن عيدان بن ربيعة ذي الاعُرْفِ -رضي الله عنه-له صحبة، وقال ابن يونس‏:‏ شَهِدَ فتح مصر‏.‏

وعُرْفانُ‏:‏ أبو المعلى بن عُرْفانَ الأسدي، والمُعَلّى من أتباع التابعين‏.‏

والعُرُفّانُ -مثال جُرُبّانِ القميص-‏:‏ دويبة صغيرة تكون في رمال عالج ورمال الدَّهْنَاءِ‏.‏

وعِرِفّانُ -بكسرتين والفاء مشددة-‏:‏ صاحب الراعي الذي يقول فيه‏:‏

كفاني عِرِفّانُ الكرى وكفيته *** كُلُوءَ النجوم والنعاس معانقه

فبات يريه عرسه وبناته *** وبتُّ أريه النجم أين مخافقه

وقال ثعلب‏:‏ العِرِفّانُ‏:‏ الرجل إذا اعترف بالشيء ودل عليه، وهذا صفة، وذكر سيبويه أنه لا يَعْرِفُه وصفا، والذي يرويه ‏"‏ عُرُفّانٌ‏"‏ بضمتين جعله منقولا عن اسم عين‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ عُرُفّانُ جبل؛ ويقال دويبة‏.‏

والعَارفُ والعَريْفُ بمعنى، كالعالم والعليم، قال طريف بن تميم العنبري‏:‏

أوَكلما ودرت عكاظ قبيلة *** بعثوا إلي عَرِيْفَهُمْ يتوسَّمُ

والعَرِيْفُ‏:‏ الذي يَعْرِفُ أصحابه، والجمع‏:‏ العُرَفاءُ‏.‏ ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فأرجعوا حتى يرفع إلينا عُرَفاؤكم أمركم‏.‏ وهو النقيب، وهو دون الرئيس‏.‏

وعَرُفَ فلان -بالضم- عَرَافَةً- مثال خَطُبَ خَطَابَةً-‏:‏ أي صار عَرِيْفًا‏.‏ وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت‏:‏ عَرَفَ فلان علينا سنين يَعْرُفُ عِرَافَةً -مثال كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابَةً-‏.‏

والعِرْفَةُ -بالكسر-‏:‏ المَعْرِفَةُ‏.‏

ويقال‏:‏ ما عَرَفَ عِرْفي إلا بآخرةٍ‏:‏ أي ما عَرَفَني إلا أخيرًا‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ العِرْفُ -بالكسر-‏:‏ الصبر، وأنشد‏:‏

قل لابن قيسٍ أخي الرُّقَيّاتِ *** ما أحسن العِرْفَ في المصيبات

وعَرَفَ‏:‏ أي اعترف‏.‏

والمَعْرَفَةُ -بفتح الراء-‏:‏ موضع العُرْفِ من الفرس‏.‏ وشيء أعْرَفُ‏:‏ له عُرْفٌ، قال‏:‏

عَنْجَرِدٌ تحلف حين أحْلِفُ *** كمثل شيطانِ الحَمَاطِ أعْرِفُ

ويقال للضبع عًرْفاءُ؛ لكثرة شعر رقبتها، قال الشنفرى‏:‏

ولي دونكم أهلون سيد عملس *** وأرقط زُهْلُوْلٌ وعَرْفاءُ جيئلُ

وقال متمم بن نويرة رضي الله عنه‏.‏

يا لهفَ من عَرْفَاءَ ذاة فليلةٍ *** جاءت إليَّ على ثلاثٍ تخمع

ويروى‏:‏ بل لَهْفَ‏.‏

ورجل عَرُوْفَةٌ بالأمور‏:‏ أي عارفٌ بها، والهاء للمبالغة‏.‏

وامرأة حسنة المَعَارِفِ‏:‏ أي الوجه وما يظهر منها، واحدها‏:‏ مَعْرَفٌ، قال الراعي‏:‏

مُتَلَثِّمِيْنَ على مَعَارِفِنا *** نثني لهن حواشي العصب

ويقال‏:‏ فلان من المَعَارفِ‏:‏ أي المَعْرُوفينَ، كأنه يراد‏:‏ من ذوي المَعَارِفِ أي ذوي الوجوه‏.‏ ويقال‏:‏ حيا الله المَعَارِفَ‏:‏ كما يقال‏:‏ حيا الله الوجوه‏.‏

وعِرْفانً -بالكسر-‏:‏ مغنية مشهورة‏.‏

وعُرَيْفٌ -مصغرًا-‏:‏ من الأعلام‏.‏

وأعْرَفَ الفرس‏:‏ طال عُرْفُه‏.‏

والتَّعْريْفُ‏:‏ الإعلام‏.‏

والتَّعْرِيْفُ‏:‏ ضد التنكير‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏عَرَّفَ بعضه‏}‏‏:‏ أي عَرَّفَ حفصة -رضي الله عنها- بعض ذلك‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏عَرَّفَها لهم‏}‏‏:‏ أي طَيَّبها لهم، قال‏:‏

عَرُفْتَ كاتبٍ عَرَّفَتْهُ اللطائم

ويقال‏:‏ وصفها لهم في الدنيا فإذا دخلوا عَرَفُوا تلك الصفة، ويقال‏:‏ جعلهم يَعْرِفُوْنَ فيها منازلهم إذا دخلوها كما كانوا يَعْرِفُوْنَ منازلهم في الدنيا‏.‏

والتَّعْرِيْفُ‏:‏ الوقوف بِعَرَفاتٍ، يقال عَرَّفَ الناس‏:‏ إذا شهدوا عَرَفاتٍ‏.‏

والمُعَرَّفُ‏:‏ الموقف‏.‏

واعْرَوْرَفَ‏:‏ أي صار ذا عُرْفٍ‏.‏

واعْرَوْرَفَ الرجل‏:‏ أي تهيأ للشر‏.‏

واعْرَوْرَفَ البحر‏:‏ أي ارتفعت أمواجه‏.‏

واعْرَوْرَفَ النخل‏:‏ كثف والتف كأنه عُرْفُ الضبع، قال أحَيْحَةٌ بن الجلاح يصف عَطَنَ أبله‏.‏

مُعْرَوْرِفٌ أسبل جباره *** بحافتيه الشُّوْعُ والغِرْيَفُ

واعْرَوْرِفَ الدم‏:‏ أي صار له زبد مثل العُرْفِ، قال أبو كبير الهذلي‏:‏

مُسْتَنَّةٍ سنن الفّلُوِّ مُرِشَّةٍ *** تنفي التراب بقاحزٍ مُعْرَوْرِفِ

واعْرَوْرَفَ الرجل الفرس‏:‏ إذا علا على عُرْفِه‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ أعْرَوْرَفَ أي ارتفع على الأعْرَافِ‏.‏

والاعْتِرافُ بالذنب‏:‏ الإقرار به‏.‏

واعْتَرَفْتُ القوم‏:‏ إذا سألتهم عن خبر لِتَعْرِفَه، قال بشر بن أبي خازم في آخر حياته فقيل له وَصِّ فقال‏:‏

أسائلهُ عميرة عن أبيهم *** خلال الركب تَعْتَرِفُ الركابا

تُرَجِّي أن أؤوب لها بنهبٍ *** ولم تعلم بأن السَّهْمَ صابا

وربما وضعوا اعْتَرَفَ موضع عَرَفَ كما وضعوا عَرَفَ موضع اعْتَرَفَ، قال أبو ذؤيب الهذلي يصف سحابا‏:‏

مرته النُّعَامى فلم يَعْتَرِفْ *** خلاف النُّعَامى من الشأم ريحا

أي لم يَعْرِفْ غير الجنوب لأنها أبَلُّ الرياح وأرطبها‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ اعْتَرَفَ فلان‏:‏ إذا ذل وانقاد؛ وأنشد الفرّاء في نوادره‏:‏

مالكِ ترغبين ولا ترغو الخلف *** وتجزعين والمطي يَعْتَرِفْ

وفي كتاب يافع ويَفَعَةٍ‏:‏ ‏"‏وتَضْجَرِيْنَ والمطي مُعْتَرِفْ‏"‏ أي مُعْتَرِفٌ بالعمل، وقيل‏:‏ يصبر، وقال مُعْتَرِفٌ ويَعْتَرِفُ لأن المطي مذكر‏.‏

وتَعَرَّفْتُ ما عند فلان‏:‏ أي تَطلبت حتى عَرَفْتُ‏.‏

وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما-‏:‏ يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تَعَرَّفْ إلى الله في الرخاء يَعْرِفْكَ في الشدة، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئًا لم يرد الله أن يعطيكه لم يقدروا عليه أو يصرفوا عنك شيئًا أراد الله أن يصيبك به لم يقدروا على ذلك، فإذا سألت فأسال الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن النصر معه الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا‏.‏ أي أطعه واحفظه يجازك‏.‏

وتقول‏:‏ ائتِ فلانًا فاسْتَعْرِفْ إليه حتى يَعْرِفَكَ‏.‏

وقد تَعَارَفَ القوم‏:‏ أي عَرَفَ بعضهم بعضًا، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وجعلناكم شُعُوبًا وقبائل لِتَعَارَفُوا‏}‏‏.‏

والتركيب يدل على تتابع الشيء متصلا بعضه ببعض وعلى السكون والطمأنينة‏.‏

عزف

عَزَفَتْ نفسي عن الشيء تَعْزُفُ وتَعْزِفُ عُزُوْفًا‏:‏ أي زهدت فيه وانصرفت عنه‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ إذا ملته أو صدت عنه، قال الفرزدق‏:‏

عَزَفْتَ بأعشاشٍ وما كدت تَعْزِفُ *** وأنكرت من حدراء ما كنت تَعْرِفُ

وقال أبو ليلى‏:‏ قوله ‏"‏بأعْشَاشٍ‏"‏ أي بكبرٍ؛ يقول‏:‏ عَزَفْتَ بكبرك عمن كنت تحب، وقال غيره‏:‏ أعْشَاشٌ‏:‏ موضع‏.‏ وقال آخر‏:‏

إذا عَزَفَتْ نفسي عن الشيء لم تكد *** إليه بوجه آخر الدهر تقبلُ

ورجل عَزُوْفٌ عن الأمر‏:‏ إذا أباه، وأنشد الليث‏:‏

ألم تعلمي أني عَزُوْفٌ عن الهوى *** إذا صاحبي في غير شيءٍ تَغَضَّبا

والعَزْفُ والعَزِيْفُ‏:‏ صوت الجن، وهو جرس يسمع في المفاوز بالليل‏.‏

وسحاب عَزّافٌ‏:‏ يسمع فيه عَزِيْفُ الرعد، قال جندل بن المثنى الطُّهَويُّ يدعو على رجل‏:‏

لا تسقه صَيِّبِ عَزّافٍ جور *** ذي كرفىء وذي عِفَاءٍ منهمر

ويروى‏:‏ ‏"‏جُوَرْ‏"‏‏.‏

والعَزّافُ‏:‏ رمل لبني سعد، وقيل‏:‏ حبل من حبال الدهناء، وسمي عَزّافًا لأنهم يسمعون به عَزِيْفَ الجن، وهو يسرة طريق الكوفة من زرود‏.‏

وقال السكري في تفسير قول جرير‏:‏

بين المُخَيْصر فالعَزّافِ منزلة *** كالوحي من عهد موسى في القراطيس

العَزّافُ‏:‏ من المدينة على أثنى عشر ميلًا من المدينة‏.‏

ويقال ‏:‏ أبرق العَزّافِ ماء لبني أسد يُجاءُ من حَوْمانة الدراج إليه؛ ومنه إلى بطن نخل، ثم الطَّرْف؛ ثم المدينة، قال‏:‏

لمن الديار بأبرقِ العَزّافِ *** أضحت تجر بها الذيول سَوَافِ

وقال‏:‏

طوى أبرقَ العَزّافِ يرعد متنه *** حنين المتالي خلف ظهر المشايع

وعَزْفُ الرياح‏:‏ أصواتها‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ المَعَازِفُ‏:‏ الملاهي، قال‏:‏ وقال قوم من أهل اللغة‏:‏ هي أسم يجمع العود والطنبور وما أشبههما‏.‏ وقال آخرون‏:‏ بل هي المَعازفُ التي استخرجها أهل اليمن‏.‏ وقال الليث‏:‏ يقولون للواحد عَزْفٌ وللجميع مَعَازِفُ؛ رواية عن العرب، قال‏:‏ ويقال لضرب من الملاهي له أوتار كثيرة‏:‏ مِعْزَفٌ ومِعْزَفَةٌ‏.‏ ويروى في حديث أم زرع بدل قولها‏:‏ إذا سمعن صوت المِزْهَرِ‏:‏ صوت المَعَازِفِ‏.‏ وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ز ر ن ب‏.‏

وقال غيره‏:‏ العازِفُ‏:‏ اللاعب بها والمغني، وقد عَزَفَ عَزْفًا‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ عَزَفَ الرجل يَعْزِفُ‏:‏ إذا أقام في الأكل والشرب‏.‏

وعازِفٌ‏:‏ موضع، سمي عازفًا لأنه تعزف فيه الجن، قال ذو الرمة‏:‏

وعيناءَ مبهاجٍ كأن إزارها *** على واضح الأعطاف من رمل عازِفِ

والعَزْفَ -بالضم-‏:‏ الحمام الطورانية، قال الشماخ‏:‏

حتى استغاث بأحوى فوقه حبك *** تدعو هديلا به العُزْفُ العَزَاهِيْلُ

ويروى‏:‏ ‏"‏بجَوْنٍ‏"‏، ويروى‏:‏ ‏"‏به الورق المثاكيل‏"‏، والعَزَاهِيْلُ‏:‏ ذكور الحمام‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ عَزَفَ البعير‏:‏ إذا نزت حنجرته عند الموت‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ أعْزَفَ‏:‏ سمع عَزِيْفَ الرمال‏.‏

والتركيب يدل على الانصراف عن الشيء وعلى صوت من الأصوات‏.‏

عسف

العَسْفُ‏:‏ الأخذ على غير الطريق‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ العَسْفُ أصله خبطك الطريق على غير هداية، قال ذو الرمة‏:‏

قد أعْسِفُ النازح المجهول مَعْسِفُهُ *** في ظل أخضر يدعو هامه البوم

ويورى‏:‏ ‏"‏في ظل أغْضَفَ‏"‏‏.‏ ثم كثر حتى قيل عَسَفَ فلان فلانًا‏:‏ إذا ظَلَمَهُ، وعَسَفَ السلطان‏.‏ وروى معقل بن يسارٍ -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال‏:‏ رجلان من أمتي لا تبلغهما شفاعتي‏:‏ إمام ظالم عَسُوْفٌ وآخر غالٍ في الدين مارق منه‏.‏

وعَسَفَ البعير يَعْسِفُ عَسْفًا فهو عاسِفٌ، وناقة عاسف -بلا هاء-‏:‏ إذا أشرفت على الموت، وبها عُسَافٌ‏.‏ وقال الأصمعي‏:‏ قلت لرجل من أهل البادية‏:‏ ما العُسَلفُ‏؟‏ قال‏:‏ حين ترجف حنجرته بالنفس عند الموت‏.‏ وقال غيره‏:‏ إذا كان مُغِدّا، قال عامر بن الطُّفيل في قرزل يوم الرقم‏:‏

ونعم أخو الصعلوك أمس تركته *** بتضرع يكبو لليدين ويَعْسِفُ

والعَسْفُ -أيضًا-‏:‏ القدح الضخم‏.‏

والعَسْفُ‏:‏ الاعْتِسَاسُ بالليل يبغي طَلِبَةً، قال‏:‏

إذا أراد عَسْفَهُ تَعَسَّفا ***

والعَسِيْفُ‏:‏ الأجير‏.‏ وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن قتل العُسَفاء والوصفاء، ويروى‏:‏ لا تقتلوا عَسْيفًا ولا أسِيْفًا‏.‏ وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قلم إليه رجل فقال‏:‏ يا رسول الله نشدتك بالله ألا قضيت بينا بكتاب الله، فقام خصمه -وكان أفقه منه- فقال‏:‏ صدق أقضْ بينا بكتاب الله وأذن لي، قال‏:‏ قل‏:‏ قال‏:‏ إن ابني كان عَسِيْفًا على هذا فزنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم، ثم سألت رجالا من أهل العلم فأخبروني إن على ابني جلد مائةٍ وتغريب عام وعلى امرأةِ هذا الرجم، فقال‏:‏ والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله‏:‏ المائة الشاة والخادم رد عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، وعلى امرأة هذا الرجم، واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها‏.‏ فاعترفت فرجمها‏.‏

وعن حنظلة الكاتب -وهو حنظلة بن الربيع الأسيدي رضي الله عنه- قال‏:‏ كنا في غزاة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرأى امرأة مقتولة فقال‏:‏ هاه ما كانت هذه تقاتل، الحق خالدا فقل‏:‏ لا تقتلن ذرية ولا عَسِيْفًا‏.‏ أوقعت الذرية على النساء، كقولهم للمطر سماء‏.‏

وأنشد الليث وابن فارس في المقاييس لأبي دواد جارية بن الحجاج الإيادي‏:‏

كالعَسِيْفِ المربوع شل جِمالا *** ما له دون منزل من مبيت

وكلاهما روى ‏"‏ المَرْبوع‏"‏، والرواية‏:‏

كالعَسِيْفِ المرعوب شل قِلاصًا *** ماله دون منهل من مبات

يصف ناقته، وقبله‏:‏

لا توقّى الدَّهَاسَ من حدم اليو *** م ولا المنتصى من الخبرات

المَبَاتُ‏:‏ على لغة من يقول‏:‏ بات يبات‏.‏

وقيل‏:‏ العَسِيْفُ العبد المستهان به، قال‏:‏

أطعت النفس في الشَّهَواتِ حتى *** أعادتني عَسِيْفًا عبد عبدِ

وعَسفْتُه‏:‏ إذا استخدمته‏.‏

والعَسِيْفُ لا يخلو من أن يكون فعيلا بمعنى فاعل، كعليم، أو بمعنى مفعول، كأسير‏.‏ فهو على الأول من قولهم، هو يَعْسِفُ ضيعتهم‏:‏ أي يرعاها ويكفيهم أمرها، يقال كم أعْسَفُ عليك‏:‏ أي كم أعمل لكَ‏.‏ وعلى الثاني من العَسْفِ، لأن مولاه يَعْسِفُه على ما يريد‏.‏ وجمعه على فُعَلاءَ في الوجهين، نحو قولهم‏:‏ علماء وإسراء‏.‏

وعُسْفَانُ‏:‏ موضع على مرحلتين من مكة -حرسها الله تعالى- لمن قصد المدينة -على ساكنيها السلام- قال عنترة بن شداد‏:‏

كأنها حين صدت ما تُكلمنا *** ظبي بِعُسْفَانَ ساجي الطَّرْفِ مَطْرُوْفُ

وقال ابن الأعرابي‏:‏ أعْسَفَ الرجل‏:‏ إذا أخذ بعيره العَسْفُ وهو نفس الموت‏.‏

وأعْسَفَ‏:‏ إذا لزم الشرب في العَسْفِ وهو القدح الكبير‏.‏

وأعْسَفَ ‏:‏ إذا أخذ غلامه بعمل شديد‏.‏

وأعْسَفَ‏:‏ إذا سار بالليل خبط عشواء‏.‏

وعَسَّفَ بعيره تَعْسِيْفًا‏:‏ أتعبه‏.‏

وانْعَسَفَ‏:‏ أي انعطفَ، قال أبو وجزة السعدي‏:‏

واستيقنت أن الصَّلِيْفَ مُنْعَسِفْ

الصَّلِيْفُ‏:‏ عرض العنق‏.‏

واعْتَسَفْتُه‏:‏ استخدمته، مثل عَسَفْتُه‏.‏

واعْتَسَفَ عن الطريق وتَعَسَّفَ‏:‏ أي عدل؛ مثل عَسَفَ، قال العرجي، وأنشد سيبويه لابن أبي ربيعة، وهو للعرجي‏:‏

قلت إذ أقبلت وزهرٌ تهادى *** كنعاج الملا تَعَسَّفْنَ رملا

عَطَفَ على الضمير في أقبلت من غير أن يوكده، ويروى‏:‏ ‏"‏كنعاج المها‏"‏‏.‏

وتَعَسَّفَ فلان فلانًا‏:‏ إذا ركبه بالظُّلم ولم ينصفه‏.‏

وقال ابن فارس، العين والسين والفاء كليمات تتقارب ليست تدل على خير، إنما هي كالحيرة وقلة البصيرة‏.‏

عسقف

الليث‏:‏ العَسْقَفَةُ‏:‏ نقيض البكاء، يقال‏:‏ بكى فلان وعَسْقَفَ فلان‏:‏ أي جمدت عينه فلم يبكِ‏.‏ وقال ابن عباد‏:‏ العَسْقَفَةُ عي أن يريد البكاء فلا يقدر عليه‏.‏

وقال العزيزي‏:‏ عَسْقَفَ فلان في الخير‏:‏ إذا هم به ولم يفعل‏.‏

عشف

ابن الأعرابي‏:‏ العُشُوْفُ‏:‏ الشجرة اليابسة‏.‏

قال‏:‏ والمُعْشِفُ‏:‏ الذي عرض عليه ما لم يكن يأكل فلم يأكله‏.‏ وقال ابن شُميل‏:‏ إذا جيء بالبعير أول ما يجاء به لا يأكل القت ولا النوى يقال‏:‏ إنه لَمُعْشِفٌ‏.‏

ويقال‏:‏ أكلت طعاما فأعْشَفْتُ عنه‏:‏ أي مرضت عنه ولم يهنأني‏.‏ وأني لأعْشِفُ هذا الطعام‏:‏ أي أقذره وأكرهه‏.‏

ووالله ما يُعْشَفُ لي المر القبيح‏:‏ أي ما يعرف لي‏.‏

ويقال‏:‏ ركبت أمرا ما كان يُعْشَفُ لك‏:‏ أي يعرف لك‏.‏

عصف

الفرّاء‏:‏ العَصْفُ‏:‏ بقل الزرع‏.‏ وعن الحسن البصري في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏كَعَصْفٍ مأكول‏}‏ أي كزرع قد أكل حبه وبقي تبنه‏.‏ وقال غيره‏:‏ يحتمل معنيين‏:‏ أحدهما انه جعل أصحاب الفيل كورق أخذ ما كان فيه وبقي هو لا حب فيه، ويجوز أنه جعلهم كعَصْفٍ قد أكلته البهائم‏.‏

وعَصَفْتُ الزرع‏:‏ أي جززته قبل أن يدرك‏.‏

والعُصَافَةُ‏:‏ ما سقط من السنبل من التبن‏.‏

والعَصِيْفَةُ‏:‏ الروق المجتمع الذي فيه السنبل، قال علقمة بن عبدة‏:‏

تسقي مذانب قد زالت عَصِيْفَتُها *** حَدُوْرُها من أتي الماء مطموم

وعَصَفَتِ الريح تَعْصِفُ عَصْفًا وعُصُوْفًا‏:‏ أي اشتدت، فهي عاصِفٌ وعاصِفةٌ وعَصُوْفٌ، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فالعاصِفاتِ عَصْفا‏}‏‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏في يومٍ عاصِفٍ‏}‏ أي تَعْصِفُ فيه الريح، وهو فاعل بمعنى مفعول فيه، مثل قولهم‏:‏ ليل نائم، وهم ناصب‏.‏ وقيل في معنى الآية‏:‏ إن العُصُوْفَ للرياح؛ فجعله تابعًا لليوم على جهتين‏:‏ أحدهما أن العُصُوْفَ وإن كان للريح فإن اليوم يوصف به لأن الريح تكون فيه فجاز أن يقال يوم عاصفٌ؛ كما يقال يوم حار ويوم بارد والحر والبرد فيهما، والوجه الآخر أن يقال‏:‏ أراد في يوم عاصف الريح لأنها ذكرت في أول الكلمة؛ كما قال‏:‏

إذا جاء يوم مُظْلِمُ الشمس كاسِفُ

يريد‏:‏ كاسف الشمس فحذف الشمس لأنه قدم ذكرها‏.‏

والعَصْفُ -أيضًا-‏:‏ الكسب، قال العجاج‏:‏

من غير لا عَصْفٍ ولا اصْطِرافِ ***

وقال ابن عبّاد‏:‏ عَصَفَ لعياله، وعَصَفَهم في معنى لهم أيضًا‏.‏

ونعامة عَصُوْفٌ‏:‏ سريعة، وكذلك ناقة عصُوْفٌ وهي التي تَعْصِفُ براكبها فتمضي به‏.‏

والحرب تَعْصِفُ بالقوم‏:‏ أي تذهب بهم وتهلكهم‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ العُصُوْفُ‏:‏ الكدر‏.‏

والعُصُوْف‏:‏ الخمور‏.‏ وقال ابن فارسٍ‏:‏ يقال للخمر إذا فاحت‏:‏ إن لها لَعَصْفَةً‏.‏

وقال المفضل‏:‏ إذا رمى الرجل غرضا فصاف نبله قيل له‏:‏ إن سهمك لَعَاصِفٌ‏.‏ قال‏:‏ وكل مائل عاصِفُ، قال كثير‏:‏

ومرت بليل وهي شدفاءُ عاصِفٌ *** بمنحرفِ الدوداةِ مر الخَفَيْدَدِ

قال‏:‏ والعَصْفَانُ‏:‏ التَّبّانُ‏.‏

وقال الليث‏:‏ العَصْفُ‏:‏ السرعة في كل شيء‏.‏

وأعْصَفَ الزرع‏:‏ خرج عَصْفُه، قال احيحة بن الجلاح‏:‏

إذا جمادى منعت قطرها *** زان جنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ

وفي لغة بني أسد‏:‏ أعْصَفَت الريح فهي مُعْصِفٌ ومُعْصِفَةٌ‏.‏

وأعْصَفَ الفرس‏:‏ إذا مر مرا سريعًا؛ مثل أحْصَفَ‏.‏

وأعْصَفَتِ الحرب بالقوم‏:‏ أي هبت بهم وأهلكتهم، وهذه أصح من عَصَفَتْ بهم، قال الأعشى‏:‏

وفيلق شهباءَ مَلْوْمَةٍ *** تُعْصِفُ بالدراع والحاسر

وحكى أبو عبيدة‏:‏ أعْصَفَ الرجل‏:‏ أي هلك‏.‏

وقال نضر؛ إعْصَافُ الإبل‏:‏ استدارتها حول البئر حرصًا على الماء وهي تطحى التراب حوله وتثيره‏.‏

واعْتَصَفَ‏:‏ أي اكتسب‏.‏

والتركيب يدل على خِفَّةٍ وسرعة‏.‏

عطف

عَطَفْتُ أعْطِفُ عَطْفًا‏:‏ أي ملت‏.‏ ومنه حديث العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه-قال‏:‏ شهدت النبي -صلى الله عليه وسلم- حُنينا، فلما أنهزم المسلمون قال‏:‏ ناد يا أصحاب السَّمُرَةِ، فناديت، فوالله لكأن عكفتهم حين سمعوا صوتي عَطْفَةُ البقر على أولادها‏.‏

والعَطْفَةُ‏:‏ خرزة تؤخذ بها النساء الرجال‏.‏

وعَطَفْتُ الوسادة‏:‏ ثنيتها‏.‏

وعَطَفْتُ عليه‏:‏ أي أشْفَقْتُ، يقال‏:‏ ما تثنيني عليك عاطفة من رحم ولا قرابة‏.‏

وعَطَفَ عليه‏:‏ أي حمل وكر‏.‏ ويتوجه قول أبي وجزة السعدي‏:‏

العاطِفُوْنَ تحين ما من عاطِفٍ *** والمُسْبِغُونَ يدًا إذا ما أنعموا

على العاطِفَةِ؛ وعلى الحملة‏.‏

وظبية عاطِفٌ‏:‏ تَعْطِفُ جيدها إذا ربضت‏.‏

والعِطَافُ -بالكسر-والمِعْطَفُ‏:‏ الرداء، قال تميم بن أُبَيَّ بن مقبل‏:‏

شم العَرَانِيْنِ ينسيهم مَعَاطِفَهم *** ضرب القداح وتأريبٌ على الخطر

ويروى‏:‏ ‏"‏شُمٌّ مَخَامِيصُ‏"‏‏.‏ وقال الأصمعي‏:‏ لم أسمع للمعَاطِفِ بواحد‏.‏

ومنه سمي السيف عِطَافًا، قال‏:‏

لا مال إلا العِطَافُ تؤْزِرُهُ *** أُمُّ ثلاثين وابنة الجبل

وقال آخر‏:‏

ولا مال لي إلا عِطَافٌ ومِدْرَعٌ *** لكم طَرَفٌ منه حديد ولي طَرَفْ

يقول‏:‏ مالي إلا السيف والدرع، ولكم من السيف الطَّرَفُ الحديد الذي أضربكم به ولي الطَّرَفُ الذي هو بيدي‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ عِطَاف من أسماء الكلاب‏.‏

والعَطُوْفُ‏:‏ الكثير العَطْفِ والرحمة‏.‏

والناقة العَطُوْفُ‏:‏ التي تُعْطَفُ على البَوِّ فترأمه‏.‏

والعَطُوْفُ والعاطُوْفُ‏:‏ مصيدة سميت بذلك لانعطاف خشبتها‏.‏

والعَطُوْفُ والعَطّافُ‏:‏ في صفة قداح الميسر، وهو الذي يَعْطِفُ على القداح فيخرج فائزًا، قال صخر الغي الهذلي‏:‏

فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جمهِ *** خِيَاضَ المدابر قدحًا عَطُوْفًا

وقال القتبي‏:‏ العَطُوْفُ‏:‏ القدح الذي لا غرم له فيه ولا غنم؛ وهو أحد الأغفال الثلاثة من قداح الميسر، سمي عَطُوْفًا لأنه يكر في كل ربابة يُضرب بها، قال‏:‏ وقوله‏:‏ ‏"‏قُدْحًا عَطُوْفًا‏"‏ واحد في معنى جميع‏.‏ وقال السكري‏:‏ العَطُوْفُ‏:‏ الذي يرد مرة بعد مرة أو الذي كرر مرة بعد مرة‏.‏

والعَطّافُ في قول الشاعر‏:‏

وأصفر عَطّافٍ إذا راح ربه *** غدا ابنا عيانٍ في الشواء المُضَهَّبِ

قدح يَعْطِفُ عن مآخذ القِدَاح وينفرد‏.‏

وعَطّافٌ -أيضًا-من الأعلام‏.‏

والعَطّافُ‏:‏ فرس عمرو بن معدي كرب -رضي الله عنه-‏.‏

والرجل يَعْطِفُ الوسادة‏:‏ أي يثنيها عَطْفًا إذا أرتفق بها، قال لبيد -رضي الله عنه-‏:‏

ومَجُوْدٍ من صُبَابات الكرى *** عاطِفِ النمرق صدق المبتذل

وقال أبو عمرو‏:‏ من غريب شجر البر‏:‏ العَطْفُ‏.‏

وقال ابن شُميل‏:‏ العَطَفَةُ‏:‏ هي التي تتعلق الحَبَلَةُ بها من الشجر، وأنشد‏:‏

تلبس حُبُّها بدمي ولحمي *** تلبي عَطْفَةٍ بفروع ضال

قال‏:‏ إنما هي عَطَفَةٌ فخففها ليستقيم له الشعر‏.‏ وفي كتاب النبات للدينوري‏:‏ العِطْفَةُ -بالكسر-، وقال‏:‏ سميت عِطْفَةً لِتَعَطُّفِها على الشجر وتَلَوِّيها‏.‏

وفي الحلبة العاطِفُ، وهو السادس‏.‏

والعَطَفُ -بالتحريك-‏:‏ طول الأشفار، ومنه حديث أم معبد -رضي الله عنها-‏:‏ وفي أشفاره عَطَفٌ -ويروى‏:‏ غَطَفٌ، ويروى‏:‏ وطَفٌ-، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ع ز ب‏.‏

وعُطَيْفٌ -مصغرا- من الأعلام‏.‏

والقوي المَعْطُوْفَةُ‏:‏ هي هذه العربية‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ قوسٌ مَعْطُوْفَةُ السِّيَةِ؛ وهي التي تتخذ للأهداف فَتُعْطَفُ سيتها عليها عَطْفًا شديدا‏.‏ يعني القوس بالعربية‏.‏

وعِطْفا الرجل -بالكسر-‏:‏ جانباه من لدن رأسه إلى وركيه، وكذلك عِطْفا كل شيء‏:‏ جانباه‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ يقال‏:‏ تنح عن عِطْفِ الطريق وعَطْفِه‏:‏ أي قارعته‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ عِطْفُ القوس‏:‏ سيتها‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ فلان ينظر في عِطْفَيْهِ‏:‏ إذا كان معجبا بنفسه‏.‏

وتَعَوَّجَ الفرس في عِطْفَيْهِ‏:‏ إذا تثنى يمنة ويسرة‏.‏

وجاء فلان ثاني عِطْفِه‏:‏ إذا كان رخي البال‏.‏

وقال غيره‏:‏ يقال ثنى عني فلان عِطْفَه‏:‏ إذا أعرض عنك‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ثاني عِطْفِه‏}‏ أي لاويًا عنقه؛ أي يتكبر ويعرض عن الإسلام‏.‏

والعِطْفُ‏:‏ الإبط أيضًا‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ امرأة عَطِيْفٌ‏:‏ وهي التي لا كبر لها وهي اللينة المِطْوَاعُ‏.‏

وعَطَّفْتُه ثوبي تَعْطِيْفًا‏:‏ أي جعلته له عِطَافًا‏.‏

وقسي مُعَطَّفَةٌ‏.‏

ولقاح مُعَطَّفَةٌ، وربما عَطَفُوا عدة ذود على فصيل واحد واحتلبوا ألبانهن على ذلك ليدررن‏.‏

وعَطَّفْتُ العيدان‏:‏ شدد للكثرة‏.‏

وانْعَطَفَ الشيء‏:‏ انثنى‏.‏

ومُنْعَطَفُ الوادي‏:‏ منحاه‏.‏

وتَعَاطَفُوا‏:‏ عَطَفَ بعضهم على بعضٍ‏.‏

وتَعَطَّفَ عليه‏:‏ أي أشفق‏.‏

وتَعَطَّفْتُ بالعِطَافِ‏:‏ أي ارتديت، وفي دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «سبحان من تَعَطَّفَ العز وقال به‏.‏ والمراد وصف الله تعالى بالعز‏.‏

وقال الليث‏:‏ يقال للإنسان‏:‏ يَتَعَاطَفُ في مشيته‏:‏ إذا حرك رأسه‏.‏ وقال غيره‏:‏ هو بمنزلة يتهادى؛ وهو من التبختر‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ اعْتَطَفْتُ بالعِطَافِ‏:‏ مثل تَعَطَّفْتُ به، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة‏:‏

عُلِّقَها قلبه جُوَيْرِيَةً *** تلعب بين الولدان مُعْتَطِفَهْ

ويروى‏:‏ مُنْعَطِفَهْ‏.‏

واسْتَعْطَفَه‏:‏ سأله أن يَعْطِفَ عليه‏.‏

والتركيب يدل على انثناء وعياج‏.‏

عفف

عَفَّ عن الحرام عَفًّا وعَفَافًا وعِفَّةً، وهو يَعِفُّ، فهو عَفٌّ وعَفِيْفٌ‏:‏ أي كَفَّ، قال ذو الإصبع العدواني‏:‏

عَفٌّ يؤوس إذا ما خفت من بلد *** هُوْنًا فلست بوقاف على الهون

والجمع‏:‏ أعِفّاءُ‏.‏ وامرأة عَفَّةٌ وعَفِيْفَةٌ من نسوة عَفَائفَ وعَفِيْفاتٍ‏.‏

وعطية بن عازب بن عُفَيْف -مثال نُمَيْرٍ- الكندي -رضي الله عنه-‏:‏ له صُحْبَةٌ‏.‏

وعُفَيِّفٌ -بتشديد الياء-‏:‏ هو عُفَيِّفُ بن معدي كرب -رضي اله عنه-، له صحبة أيضًا‏.‏

وعُفَيْفُ بن بجيد بن رؤاسٍ وهو الحارث بن كلاب، له أخ يقال له عُفَيِّفٌ، كذا قاله ابن ماكولي، وفي جمهرة النسب‏:‏ أخوه عَفِيْفٌ -بفتح العين-‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ عَفَّ اللبن يَعِفُّ عَفًّا‏:‏ إذا اجتمع في الضرع، والاسم منه العُفَافَةُ‏.‏ وقال ابن عباد‏:‏ عَفَّ اللبن في الضرع‏:‏ بقي‏.‏

وقال غيره‏:‏ العُفَّةُ والعُفَافَةُ-بالضم فيهما-‏:‏ بقية اللبن في الضرع بعدما امْتُكَّ أكثره، قال الأعشى يصف ظبية وغزالها‏:‏

ما تعادى عنه النهار وما تع *** جُوْهُ إلا عُفَافَةٌ أو فُوَاقُ

هذه رواية أبي عمرو، وروى الأصمعي‏:‏ ‏"‏ما تَجافى‏"‏، ويروى‏:‏ ‏"‏ولا تَعْجُوه‏"‏ أي لا تَغْذُوْه، ومعناه‏:‏ لم تبرح الظبية عن ولدها نهارها، ونصب النهار على الظَّرْفِ‏.‏

وقولهم‏:‏ جاء فلان على فلان ذلك-بكسر العين-‏:‏ لغة في إفّان ذلك أي حينه وأوانه، وقال ابن فارس‏:‏ إنه من باب الإبدال‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ العِفَافُ‏:‏ الدواء‏.‏

وقال ابن الفرج‏:‏ العُفَّةُ -بالضم-‏:‏ العجوز‏.‏

والعُفَّةُ-أيضًا-‏:‏ سمكة جرداء بيضاء صغيرة إذا طُبخَت فهي كالأرز في طعمها‏.‏

وعَفّانُ‏:‏ من الأعلام، والكلام في صرفه كالكلام في حَسّان‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ العَفْعَفُ‏:‏ ثمر الطلح، وقال ابن دريد‏:‏ العَفْعَفُ‏:‏ ضرب من ثمر العِضَاهِ‏.‏

وأعَفَّتِ الشّاةُ‏:‏ من العُفَافَةِ‏.‏

وأعَفَّه الله‏:‏ من العِفَّةِ‏.‏

وعَفَّفْتُه تَعْفِيْفًا‏:‏ سقيته العُفَافَةَ‏.‏ وتَعَفَّفَ الرجل‏:‏ شرب العُفَافَةَ‏.‏ وقالت امرأة لابنتها‏:‏ تجملي وتَعَفَّفي؛ أي ادهني بالجميل واشربي العُفَافَةَ‏.‏

وتَعَفَّفَ‏:‏ أي تكلف العفَّةَ، قال جرير‏:‏

وقائلة ما للفرزدق لا يرى *** مع السن يستغني ولا يَتَعَفَّفُ

ومن أبيات العروض‏:‏

تَعَفَّفْ ولا تَبْتَئسْ *** فما يقض يأتيكا

وتَعَافَّ يا هذا ناقتك‏:‏ أي احلبها بعد الحلبة الأولى‏.‏

واعْتَفَّتِ الإبل اليبيس واسْتَعَفَّتْ‏:‏ أخذته بلسانها فوق التراب مُسْتَصْيِفَةً له‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ يقال بأي شيء تَتَعافَّ‏:‏ أي تتداوى‏.‏

واسْتَعَفَّ عن المسألة‏:‏ أي عَفَّ، ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «اسْتَعْفِفْ عن السؤال ما استطعت‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ عَفْعَفَ‏:‏ إذا أكل العَفْعَفَ‏.‏

والتركيب يدل على الكف عن القبيح؛ وعلى قلة في شيء‏.‏

عقف

العَقْفُ‏:‏ العَطْفُ، يقال‏:‏ عَقَفْتُه أعْقِفُهُ عَقْفًا‏:‏ أي عَطَفْتُه‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ يقال إن العَقْفَ الثعلب، وأنشد للأرقط‏:‏

كأنه عَقْفٌ تولى يهرب *** من أكْلُبٍ يتبعهن أكْلُبُ

وليس الرجز لأحد الحميدين‏.‏

وقال الليث‏:‏ يقال للفقير المحتاج‏:‏ أعْقَفُ، قال يزيد بن معاوية‏:‏

يا أيها الأعْقَفُ المزجي مطيته *** لا نعمة يبتغي عندي ولا نَشَبا

وأعرابي أعْقَفُ‏:‏ أي جافٍ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ كل أعوج أعْقَفُ، قال العبدي‏:‏

إذا أخذت في يميني ذا القفا *** وفي شمالي ذا نِصَابٍ أعْقَفا

وجدتني للدارِعِيْنَ مِنْقَفا ***

قال‏:‏ قوله ‏"‏ذا القَفا‏"‏ يعني سيفًا شبه الصغدي، وقوله ‏"‏ذا نِصَابٍ‏"‏ يعني منجلًا‏.‏

والأعْقَفُ‏:‏ المنحني، وكلب أعْقَفُ‏.‏

قال‏:‏ والعَقْفَاءُ‏:‏ من النبات‏.‏ قال الأزهري‏:‏ الذي أعْرِفُهُ في البقول‏:‏ الفَقْعَاءُ؛ ولا أعرف العَقْفَاءَ‏.‏ وقال الدينوري‏:‏ أخبرني بعض أعراب اليمامة قال‏:‏ العُقَيْفاءُ‏:‏ نبت ورقها مثل ورق السَّذَابِ ولها زهرة حمراء وثمرة عَقْفَاءُ كأنها شِصٌّ فيها حَبٌّ وهي تقتل الشاء ولا تضر بالإبل‏.‏

وقال غيره‏:‏ العَقْفَاءُ حديدة قد لوي طَرَفُها وفيها انحناء‏.‏

والعُقّافَةُ -بالتشديد-‏:‏ خشبة في رأسها حُجْنَةٌ يمد بها الشيء كالمحجن‏.‏

والعُقَافُ -بالخفيف-‏:‏ داءٌ يأخذ الشاء في قوائمها حتى تعوج، ويقال‏:‏ شاةٌ عاقِفٌ، ويقال‏:‏ مَعْقُوْفَةٌ، ويقال‏:‏ مَعْقُوْفَةُ الرجل‏.‏ وربما اعترى ذلك كل الدواب‏.‏

وقال الليث‏:‏ عُقْفَانُ‏:‏ حي من خُزاعة‏.‏

وقال أبو ضمضم النسابة البكري‏:‏ للنمل جدان‏:‏ فارز وعُقْفَانُ، فَفَارزٌ‏:‏ جد السود، وعُقْفَانُ‏:‏ جد الحمر‏.‏ وقال إبراهيم الحربي -رحمه الله-‏:‏ النمل ثلاثة أصناف‏:‏ الذر والفارز والعُقَيْفانُ، فالعُقَيْفانُ‏:‏ الطويل القوائم يكون في المقابر والخرابات، وأنشد‏:‏

سُلَّطَ الذر فارز وعُقَيْفا *** ن فأجْلاهُمُ شَطُوْنِ

قال‏:‏ والذر‏:‏ الذي يكون في البيوت يؤذي الناس، والفارز‏:‏ المدور الأسود يكون في التمر‏.‏

وعُقْفَانُ‏:‏ موضع بالحجاز‏.‏

وقال أبو حاتم‏:‏ ومن ضروع البقر العَقُوْفُ‏:‏ وهو الذي يخالف شُخْبُهُ عند الحلب‏.‏

وانْعَقَفَ‏:‏ انعَطَفَ‏.‏

وتَعَقَّفَ‏:‏ تَعَوَّجَ‏.‏

والتركيب يدل على عَطْفِ شيء وحنيه‏.‏

عكف

عَكَفَه‏:‏ أي حبسه ووقفه يَعْكفُه عَكْفًا، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏والهَديَ مَعْكُوْفًا‏}‏، يقال‏:‏ ما عَكَفَكَ عن هذا‏.‏

وعَكَفَ على الشيء يَعْكُفُ ويَعْكِفُ عكُوْفًا‏:‏ أي أقبل عليه مواظبًا، وقرأ الكوفيون غير عاصم‏:‏ ‏(‏يَعْكِفُوْنَ على أصنام لهم‏}‏ بكسر الكاف، ‏"‏و‏"‏ الباقون بضمها‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لن نبرح عليه عاكِفِيْنَ‏}‏ أي لن نزال عليه مقيمين‏.‏ وكذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏سواء العاكِفُ فيه والبادِ‏}‏‏.‏ وقوم عُكُوْفٌ، قال أبو ذؤيب الهذلي يصف الأثافي ‏:‏

فهن عُكُوْفٌ كنوح الكريم *** قد شَفَّ أكبادهن الهَوِيُّ

ويروى‏:‏ ‏"‏قد لاح أكبادَهُنَّ‏"‏ أي غير‏.‏

ويقال‏:‏ فلان عاكِفٌ على فرج حرام‏.‏

وعَكَفُوا حول الشيء‏:‏ استداروا، قال العجاج‏:‏

فهن يَعْكُفْنَ به إذا حجا *** بربض الأرطى وحِقْفٍ أعوجا

عَكْفَ النَّبِيْطِ يلعبون الفَنْزَجا ***

وعَكَفَتِ الطير على القتيل‏:‏ كذلك، قال عمرو بن كلثوم‏:‏

تركنا الطير عاكِفَةً عليه *** مقلدةً أعِيَّنَها صُفُوْنا

ويروى‏:‏ ‏"‏عاطفَةً‏"‏، وروى أبو عبيدة‏:‏ ‏"‏تركنا خيله نَوْحا عليه‏"‏‏.‏

ويقال‏:‏ عَكَفَ الجوهر في النظم‏:‏ إذا استدار فيه‏.‏

وعَكّافُ بن وداعة الهلالي -رضي الله عنه-‏:‏ له صحبة، وهو الذي قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «يا عَكّافُ ألك شاعَةٌ‏؟‏‏.‏ الشّاعَةُ‏:‏ الزوجة‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ العَكِفُ -مثال كَتِفٍ-‏:‏ الجَعْدُ من الشعر‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ عُكَيْفٌ -مصغرًا-‏:‏ اسم‏.‏

وعَكَفَ في المسجد‏:‏ أي اعْتَكَفَ، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تُبَاشِرُوهُنَّ وانتم عاكِفُونَ في المساجد‏}‏‏.‏

وعَكَفَ عَكْفًا‏:‏ أي رعى‏.‏

وعَكَفَ‏:‏ أصلح‏.‏

وعَكَفَ‏:‏ تأخر‏.‏

وشَعرٌ مَعْكُوْفٌ‏:‏ أي ممشوط مضفور‏.‏

الليث‏:‏ قل ما يقولون عَكَفَ، وإن قيل كان صوابًا‏.‏

قال‏:‏ ويقال للنظم إذا نضد فيه الجوهر‏:‏ عُكِّفَ تَعْكِيْفًا، قال الأعشى‏:‏

وكأن السُّمُوْطَ عَكَّفَها السِّلْ *** ك بِعِطْفَيْ غيداء أُمِّ غزال

أي حبسها ولم يدعها تتفرق‏.‏

وعُكِّفَ الشَّعَرُ‏:‏ أي جعد‏.‏

والتَّعَكُّفُ‏:‏ التحبس‏.‏ والاعْتِكافُ‏:‏ الاحتباس في المسجد‏.‏

والتركيب يدل على إقامة وحبس‏.‏

علف

العَلَفُ للدواب، والجمع‏:‏ عُلُوْفَةٌ وأعْلافٌ وعِلافٌ -مثال جَبَلٍ وجِبَالٍ-‏.‏

وعِلاَفُ بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قُضَاعَةَ، وعِلاَفٌ هذا هو ربان أبو جرم بن ربان، وهو أول من عمل الرِّحَالَ، وإليه تنسب الرِّحالُ العلافية‏.‏ وصغر حميد بن ثور -رضي الله عنه- العِلافيَّ تصغير الترخيم حيث يقول‏:‏

فَحَمِّلِ الهَمَّ كنازًا جلعدا *** ترى العُلَيْفيَّ عليه مُوْكَدا

ويروى‏:‏ ‏"‏مُوْفِدا‏"‏ أي مُشْرِفًا‏.‏ وقال الليث‏:‏ هو أعظم الرِّحالِ آخره وواسطًا، قال ذو الرمة‏:‏

أحَمُّ عِلاَفيٌّ صارمٌ *** وأعْيَسُ مَهْرِي وأشعث ماجد

يعني نفسه‏.‏ وقال النابغة الذبياني‏:‏

شعبٌ العِلافِيّاتِ بين فُرُوْجِهِم *** والمحصنات عوازب الأطهار

وموضع العَلَفِ‏:‏ مِعْلَفٌ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ المِعْلَفُ‏:‏ كواكب مستديرة متبددة؛ ويقال لها الخِبَاءُ أيضًا‏.‏

وبائع العَلَفِ‏:‏ عَلاّفٌ‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ العِلْفُ -بالكسر-‏:‏ الكثير الأكل‏.‏

والعَلُوْفَةُ والعَلِيْفَةُ‏:‏ الناقة أو الشاة تَعْلِفُها ولا ترسلها فترعى‏.‏

وقال الليث‏:‏ ويقولون عُلُوْفَةُ الدواب، كأنها جمع، وهي شبيهة بالمصدر، وبالجمع أحرى‏.‏

وعَلَفْتُ الدابة أعْلِفُها عَلْفًا، وأنشد الفرّاء‏:‏

عَلَفْتُها تبنًا وماءً باردًا *** حتى شتت همّالةً عيناها

وقال أبو عمرو‏:‏ العَلْفُ‏:‏ الشرب الكثير‏.‏

والعُلْفُوْفُ‏:‏ الجافي من الرجال المسن؛ عن يعقوب، قال عمير بن جعدة‏:‏

أأميم هل تدرين أن رُبَ صاحبٍ *** فارقت يوم حُشَاشَ غير ضَعِيْفِ

يسر إذا حُبَّ القُتارُ وأملحوا *** في القوم غير كُبُنَّةٍ عُلْفُوْفِ

وقال الأزهري‏:‏ شيخ عُلْفُوْفٌ‏:‏ جاف كثير اللحم والشعر كبير السن، وأنشد لأبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه‏:‏

مأوى اليتيم وماوى كل نَهْبَلَةٍ *** تأوي إلى نَهْبَلٍ كالنسر عُلْفُوْفِ

وقال ابن عباد‏:‏ ناقة عُلْفُوْفُ السنام‏:‏ أي مُلَفَّفَةُ كأنها مُشْتَمِلةٌ بكساء‏.‏

قال‏:‏ والعُلْفُوْفُ من النساء‏:‏ التي قد عجزت، ومن الخيل‏:‏ الحصان الضخم‏.‏

وقال الليث‏:‏ شيخ عِلَّوْفٌ -مثال هِلَّوْفٍ-‏:‏ كبير السن‏.‏

والعُلَّفُ-مثال جبالٍ شُمَّخٍ-‏:‏ ثمر الطلح؛ وهو مثل الباقلاء الغض يخرج فترعاه الإبل، قال العجاج‏:‏

أزمان غرّاءُ تروق الشُّنَّفا *** بِجِيدِ أدماء تنوش العُلَّفا

الواحدة‏:‏ عُلَّفَةٌ‏.‏

وعقيل بن عُلَّفَةَ المري‏:‏ شاعر، وأبوه عُلَّفَةُ أدرك عمر -رضي الله عنه-‏.‏

وقال ابن حبيب‏:‏ في قيس عُلَّفَةُ بن الحارث بن معاوية بن صبار بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان‏.‏

والمستورد بن عُلَّفَةَ الخارجي‏:‏ قتل معقل بن قيس الرياحي وقتله مَعْقِلٌ، قتل كل واحد منهما صاحبه‏.‏ وكان مَعْقِلٌ مع علي -رضي الله عنه-، وهو الذي قتل بني سامة وسباهم‏.‏

وهلال بن عُلَّفَةَ التيمي‏:‏ قاتل رستم بالقادسية‏.‏

وقال الدينوري‏:‏ العُلَّفَةُ كأنها هذه الخروبة العظيمة الشآمية إلا أنها أعْبَلُ؛ وفيها حبٌّ كالترمس أسمر، وترعاها السائمة ولا يأكلها الناس إلا المضطر، وما كان مثلها في كبرها من ثمر العِضَاهِ‏:‏ فهو‏؟‏ أيضًا- عُلَّفٌ، وما كان أصغر منها مثل ثمر السلم والسمر والعُرْفُطِ‏:‏ فهو الحُبْلَةُ‏.‏ والعُلَّفُ طويل منبسط‏.‏

وأعْلَفَ الطلح‏:‏ خرج عُلَّفُه‏.‏ وقال ابن عبّاد‏:‏ عَلَّفَ الطلح تَعْلِيْفًا‏:‏ إذا نبت عًلَّفُه، قال‏:‏ وهذا نادر لأنه غنما يجيء لهذا المعنى أفعل‏.‏

وقال الدينوري في ذكر الحُبْلَةِ‏:‏ قال أبو عمرو‏:‏ يقال قد أحبل وعَلَّفَ‏:‏ إذا تناثر ورده وعَقَدَ‏.‏

وقال الليث‏:‏ الشاة المُعَلَّفَةُ‏:‏ التي تسمن، وإنما ثقل لكثرة تعاهد صاحبها لها ومداومته عليها‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ المُعْتَلِفَةُ‏:‏ القابلة، كلمة مستعارة‏.‏

والدّابة تَعْتَلِفُ‏:‏ إذا أكلت، وتَسْتَعْلِفُ‏:‏ تطلب العَلَفَ بالحمحمة‏.‏

عنجف

أبو عمرو‏:‏ العُنْجُوْفُ والعُنْجُفُ‏:‏ اليابس هزالا‏.‏

عنف

الليث‏:‏ العُنْفُ‏:‏ ضد الرفق، تقول منه‏:‏ عَنُفَ عليه-بالضم-وعَنُفَ به أيضًا‏.‏ ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العُنْفِ وما لا عطي على ما سوى ذلك‏.‏

والعَنِيْفُ‏:‏ الذي ليس له رفق بركوب الخيل، قال أمرؤ القيس يصف فرسًا‏:‏

يُزِلُّ الغلام الخِفَّ عن صهوته *** ويلوي بأثواب العَنِيْفِ المثقل

وقول عَنِيْفٌ‏:‏ شديد‏:‏ قال أبو صخر الهذلي يعرض بتأبط شرا‏:‏

فإن ابن تُرْنى إذا جئتكم *** أراه يدافع قولا عَنِيْفًا

قال السكري‏:‏ ‏"‏تُرْنى‏"‏ أمه‏.‏

وقال الكسائي‏:‏ يقال كان ذلك منا عُنْفَةً وعُنُفَةً‏:‏ أي اعْتِنافًا يعني ائتِنافًا‏.‏

وعُنْفُوَانُ الشيء‏:‏ أوله، وقال الليث‏:‏ أول بهجته، يقال‏:‏ هو في عُنْفُوَانِ شبابه وعُنْفُوِّ شبابه -عن أبي عباد- وأنشد أبو ليلى‏:‏

تلوم امرءً في عُنْفُوَانِ شبابه *** وتترك أشاع الضلال تحين

ويروى‏:‏ ‏"‏وللترك أشياع الضلالة حين‏"‏، تحين‏:‏ أي تهلك‏.‏

وعُنْفُوَانُ النبات‏:‏ أوله، قال‏:‏

ماذا تقول نيبها تلمس *** وقد دعاها العُنْفُوانُ المُخلِسُ

ويقال‏:‏ هؤلاء يخرجون عُنْفُوانًا عَنْفًا عَنْفًا‏:‏ أي أولًا أولًا، وقال الأزهري‏:‏ يجوز أن يكون الأصل فيه‏:‏ أُنْفُوَانًا؛ من ائتَنَفْتُ الشيء واسْتَأْنَفْتُه، إذا اقتبلته؛ فقبلت الهمزة عينًا‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ العَنَفَةُ -بالتحريك- الذي يضربه الماء فيدير الرحى‏.‏

قال‏:‏ والعَنَفَةُ -أيضًا-‏:‏ ما بين خطي الزرع‏.‏

وقال الليث‏:‏ أعْنَفْتُه وعَنَّفْتُه تَعْيِنْفًا‏:‏ من العُنْفِ‏.‏

وقال غيره‏:‏ التَّعْنِيْفُ‏:‏ التعيير واللوم‏.‏

وقال غيره‏:‏ اعْتَنَفْتُ الأمر‏:‏ إذا أخذته بعُنْفٍ‏.‏

واعْتَنَفْتُ الأرض‏:‏ أي كرهتها‏.‏

وهذه إبل مُعْتَنِفةٌ‏:‏ إذا كانت في بلد لا يُوَافِقها، وأنشد ابن الأعرابي‏:‏

إذا اعْتَنَفَتْني بلدة لم أكن بها *** نسيًا ولم تسدد عليَّ المطالب

يقال‏:‏ أعْتَنَفَتْني البلاد واعْتَنَفْتُها‏.‏ وبعض بني تميم يقول‏:‏ اعْتَنَفْتُ الأمر بمعنى أئتَنَفْتُه‏.‏

واعْتَنَفْا المراعي‏:‏ أي رَعَيْنا أُنفها، وهذه عَنْعَنَةُ تميم‏.‏ ومنه قول الشافعي -رحمه الله- أُبُّ للرجل إذا نعس في المجلس يوم الجمعة ووجد مجلسا غيره لا يتخطى فيه أحدًا أن يتحول عنه ليحدث له بالقيام واعْتِنافِ المجلي ما يذعر عنه النوم‏.‏ قال الزهري‏:‏ جعل الاعْتِنَافَ التحول من مكان إلى مكان؛ وهو مثل الائْتِنَافِ‏.‏

ويقال‏:‏ اعْتَنَفْتُ الأمر‏:‏ جهلته، قال‏:‏

بأربعٍ لا يَعْتَنِفْنَ العَنَفا ***

أي لا يجهلن شدة العدو‏.‏

واعْتَنَفْتُ الأمر‏:‏ أي أتيته ولم يكن لي به علم، قال أبو نخيلة السعدي يرثي ضرار بن الحارث العنبري‏:‏

نَعَيْتَ امرءً زينًا إذا تُطْلَقُ الحُبى *** وإن أُطْلِقت لم تعْتَنِفْهُ الأصابع

أي ليس ينكرها ولا هو غُمْرٌ‏.‏

ويقال‏:‏ اعْتَنَفْتُ الأمر‏:‏ أي لم يكن لي به علم‏.‏

وقال الباهلي‏:‏ يقال أكلت طعامًا فاعْتَنَفْتُه‏:‏ أي أنكرته‏.‏

وطريق مُعْتَنفٌ‏:‏ أي غير قاصد‏.‏

والتركيب يدل على خلاف الرفق‏.‏

عوف

العَوفُ‏:‏ الحال‏:‏ يقال‏:‏ نعم عَوْفُكَ‏:‏ أي نعم بالك وشأنك‏.‏

وقتال ابن دريد‏:‏ يقال أصبح فلان بَعْوفِ سوءٍ وبِعَوْفِ خيرٍ‏:‏ أي بحال سوءٍ وبحل خيرٍ، قال‏:‏ وقال بعض أهل اللغة‏:‏ لا يقال بعَوْفِ خير إنما يقال بعَوْفِ شر‏.‏

ويقال للرجل صبيحة بنائه‏:‏ نعم عَوْفُكَ؛ العَوْفُ‏:‏ الذكر‏.‏ وقال أبو عبيد‏:‏ وكان بعض الناس يتأول العَوْفَ الفرج، فذكرته لأبي عمرو فأنكره‏.‏

وقال الليث‏:‏ العَوْفُ الضيف، ولا نعم عَزْفُكَ‏:‏ أي ضيفك‏.‏

وقيل‏:‏ نعم عَوْفُكَ‏:‏ أي جدك وحظك، وقيل‏:‏ طيرك‏.‏

والعَوْفانِ في سعد‏:‏ عَوْفُ بن سعد وعَوْفُ بن كعب بن سعد‏.‏

ويقال للجرادة‏:‏ أم عَوْفٍ، قال حماد عجرد يعاني أبا عطاءٍ السندي محاجاةً‏:‏

فما صَفراء تُكنى أم عَوْفٍ *** كأن رجيلتيها منجلان

والجراد‏:‏ أبو عَوْفٍ‏.‏

وقولهم‏:‏ لا حر بوادي عَوْفٍ‏.‏

وقولهم‏:‏ أوفى من عَوْف‏:‏ هو عَوْفُ بن محلم بن ذهل بن شيبان، وذلك أن عمرو بن هند طلب منه مروان القَرَظِ -وقيل له مروان القَرَظِ لأنه كان يغزو اليمن وهي منابت القرظ-وكان قد أجاره، فمنعه عَوْفٌ وأبى أن يسلمه، فقال عمرو‏:‏ لا حر بوادي عَوْفٍ، أي أنه يقهر من حل بواديه وكل من فيه كالعبيد له لطاعتهم إياه‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ إنما قيل ذلك لأنه كان يقتل الأسارى‏.‏ وقال أبو عبيد‏:‏ كان المفضل يخبر أن المثل للمنذر بن ماء السماء قاله في عَوْفِ بن محلم، وذلك أن المنذر كان يطلب زهير بن أمية الشيباني بذحل، فمنعه عَوْفٌ، فعندها قال المنذر‏.‏ وكان أبو عبيدة يقول‏:‏ هو عَوْفُ بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم‏.‏

والعَوْفُ‏:‏ طائر‏.‏

والعَوْفُ‏:‏ الديك‏.‏

والعَوْفُ‏:‏ صنم‏.‏

وعَوْفٌ وتعار‏:‏ جبلان، قال كثير‏:‏

وماهبت الأرواح تجري وما ثوى *** بنجد مقيما عَوْفُها وتِعَارُها

والعَوْفُ‏:‏ حسن الرعية‏.‏

والعَوْفُ‏:‏ الأسد؛ لأنه يَتَعَوَّفُ بالليل فيطلب‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ العَوْفُ‏:‏ الكاد على عياله‏.‏

والعَوْفُ‏:‏ الذئب‏.‏

والعَوْفٌ‏:‏ ضرب من الشجر، وقال الدينوري‏:‏ العَوْفُ نبات من نبات البر طيب الريح، وبه سمي الرجل عَوْفًا، قال النابغة الذبياني‏:‏

فأنبت حواذانًا وعَوْفًا مُنَوّرًا *** سأتبعه من خير ما قال قائل

ويروى‏:‏ ‏"‏فَيُنْبِتُ‏"‏، ويروى‏:‏ ‏"‏سأهدي له من‏"‏‏.‏ ويقال‏:‏ قد عاف إذا لزم هذا الشجر‏.‏

والعاف‏:‏ السهل‏.‏

وعُوَيْفُ القوافي‏:‏ شاعر، وهو عُوَيْفُ بن عقبة بن معاوية بن حصن، وقيل‏:‏ عُوَيْفُ بن معاوية بن عقبة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جؤية ابن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة، ولقب عُوَيْفَ القوافي بقوله‏:‏

سأكذب من قد كان يزعم أنني *** إذا قلت قولًا لا أجيد القوافيا

وقال شمر‏:‏ عافَتِ الطير تَعُوْفُ عَوْفًا‏:‏ إذا استدرت على شيء‏.‏

وعُوَافَةُ الأسد‏:‏ ما يَتَعَوَّفُه بالليل فيأكله‏.‏ وكل من ظفر بشيء فذلك الشيء عُوَافَتُه‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ بنو عُوَافَةَ بطن من بني سعد، وقال غيره‏:‏ من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، منهم أبو المرقال عطاء بن أسيد العُوَافيُّ المَعْرُوفُ بالزفيان؛ راجز محسن‏.‏

عيف

عافَ الرجل الطعام أو الشراب يَعَافُه -وزاد الفراء‏:‏ يعيفه- عِيَافًا‏:‏ أي كرهه فلم يشربه‏.‏ وفي حديث النبي -صلى الله عليه سلم-‏:‏ أنه قيل له‏:‏ أ حرامٌ الضبُّ يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجد نفسي تعافه‏.‏ وقال انس بن مدرك الخثعمي‏:‏

أني وقتلي سليكا ثم أعقله *** كالثور يضرب لما عافَتِ البقر

وذلك أن البقر إذا امتنعت من الشروع في الماء لا تضرب أنها ذاة لبن، وإنما يضرب الثور لتفزع هي فتشرب‏.‏

وعِفْتُ الطير أعِيْفُها عِيَافَةً‏:‏ أي زجرتها؛ وهو أن تعتبر بأسمائها ومساقطها وأنوائها فتتسعد أو تتشام‏.‏ ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «الطيرة والعِيَافَةُ والطرق من الجبت‏.‏ وذكر ابن سيرين شُرَيحا فقال‏:‏ كان عائفًا وكان قائفًا‏.‏

والعائف -أيضًا-‏:‏ المتكهن بالطير أو غيرها، قال الأعشى‏:‏

ما تَعيْفُ اليوم في الطير الروح *** من غُرَاب البين أو تيس برحْ

وعافَتِ الطير تَعِيْفُ عَيْفًا‏:‏ إذا كانت تحوم على الماء أو على الجيف وتتردد ولا تمضى تريد الوقوع؛ فهي عائفَةٌ، قال أبو زبيد حرملة حرملة بن المنذر الطائي‏:‏

كأنهن بأيدي القوم في كبد *** طير تَعِيْفُ على جون مَزَاحِيْفِ

ويروى‏:‏ ‏"‏طير تكشف عن‏"‏‏.‏ والاسم‏:‏ العَيْفَةُ‏.‏

والعَيُوْفُ من الإبل‏:‏ الذي يشم الماء فيدعه وهو عطشان‏.‏

وعَيُوْفُ‏:‏ من أعلام النساء‏.‏

وقال المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- لا تحرم العَيْفَةُ، قيل له‏:‏ وما العَيْفَةُ‏؟‏ قال‏:‏ المرأة تلد فيحصر لبنها في ثديها فترضعه جارتها المزة والمزتين‏.‏ وقال أبو عبيد‏:‏ لا نعرف العَيْفَةَ في الرضاع، ولكن نراها العُفَّةَ وهي بقية اللبن في الضرع بعدما يمتك أكثر ما فيه‏.‏ وقال الأزهري‏:‏ الذي صح عندي أنها العَيْفَةُ لا العُفَّةُ، ومعناها أن جارتها ترضعها المزة والمزتين لينفتح ما انسد من مخارج اللبن، سميت عَيْفَةً لأنها تَعَافُه‏:‏ أي تقذره‏.‏

والعَيَّفَانُ -مثال التَّيَّهانِ-‏:‏ الذي من سوسه كراهية الشيء‏.‏

والعِيْفَةُ -بالكسر-‏:‏ الخيرة؛ مثل العِيْمَةِ‏.‏

وقال شمر‏:‏ العِيَافُ والطريدة‏:‏ لعبتان لصبيان الأعراب، وقد ذكر الطرماح جواري شببن عن هذه اللعب فقال‏:‏

قَضَتْ من عِيَافٍ والطرية حاجة *** فهن إلى لهو الحديث خضوعُ

خُضُوْعٌ‏:‏ دانيات‏.‏

وقال ابن السكيت‏:‏ أعَافَ القوم‏:‏ إذا عافَتْ دوابهم الماء فلم تشربه‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ أعْتَافَ الرجل‏:‏ إذا تزود زادًا للسفر‏.‏

والتركيب يدل على كراهة‏.‏

غترف

الأحْمَرُ‏:‏ التَّغَتْرُفُ والتَّغَطْرُفُ والغَتْرَفَةُ والغَطْرَفَةُ‏:‏ التَّكَبُّرُ، وأنشد‏:‏ فإنَّك إنْ عادَيتَني غَضب الحصى عليك وذو الجَبُّوْرَةِ المُتَغَتْرِفُ ويُرْوى‏:‏ المُتَغَطْرِفُ‏.‏

غدف

الغُدَافُ‏:‏ غُرابُ القَيْظِ، والجَمْعُ‏:‏ غِدْفانٌ‏.‏ ورُبَّما سَمَّوا النَّسْرَ الكَثِيرَ الرِّيشِ غُدافًا، وكذلك الشَّعَرُ الطَّويلُ الأسْوَدُ والجَنَاحُ الأسْوَدُ، قال الكُمَيْتُ يَصِفُ الظَّليم وبيضه‏:‏ يكسوهُ وحفًا غُدافًا من قطيفته ذاةِ الفُضول مع الإشفاق والحدب وغُدافٌ‏:‏ من الأعلام‏.‏

وقال رُؤْبَةُ‏:‏

رُكِّبْتُ من جَنَاحِكَ الغُدافي *** من القُدَامى لا مِنَ الخَوَافِي

وقال العَجّاجُ‏:‏

بُدِّلَ بعد رِيْشِهِ الغُدَافي *** قَنَازِعًا من زَغَبٍ خِفَافِ

وقال ابن دريد‏:‏ الغادِفُ‏:‏ المَلاّحُ، لُغَةٌ يَمانِيَةٌ‏.‏

وقال غيرهُ‏:‏ القَوْمُ في غَدَفٍ من عيشهم -بالتَّحريك-‏:‏ أي في نَعْمَةٍ وخصب وسعة‏.‏

والغدفُّ -مثالُ هجفٍّ-‏:‏ الأسدُ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ غَدَفَ له في العطاء‏:‏ أي أكثر ووسَّع‏.‏

وأغْدَفت المرأةُ قناعها‏:‏ أي أرسلته على وجهها، قال عنترةُ لن شدّاد‏:‏

إِنْ تُغْدِفي دوني القِنَاعَ فإنَّني *** طَبٌّ بأخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئمِ

وأغْدَفَ اللَّيْلُ‏:‏ إذا أرخى سُدوله‏.‏

وأغْدَفَ الصَّياد الشبكة على الصيد‏:‏ أسبلها عليه‏.‏ ومنه حديث النبيِّ -صلى الله عليه وسلَّم- حين قيل له هذا عليٌّ وفاطمة قائمين بالسّدَّةِ‏:‏ فأذِنَ لهما فدخلا فأدف عليهما خَمِيْصَةً سوداء‏.‏ وفي حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-‏:‏ لَنَفْسُ المُؤمن أشدُّ ارتكاضًا من الخطيئة من العصفور حين يُغْدَفُ به‏.‏

وقال اللِّحْيَانيُّ‏:‏ أغْدَفَ في خِتانِ الصَّبيِّ وأسْحَتَ‏:‏ إذا اسْتَأْصَلَ، ويًقال‏:‏ إذا تُغْدِفْ ولا تُسْحِتْ‏.‏

وقال ابن عَبّاد‏:‏ أغْدَفَ الرجلُ بالمرأة‏:‏ إذا جامعها‏.‏

واغْتَدَفَ فلانٌ من فلانٍ‏:‏ إذا أخَذَ منه شيئًا كثيرًا‏.‏

واغْتَدَفْتُ الثَّوْبَ‏:‏ قَطَعْتُه‏:‏ والتَّرْكيبُ يدُلُّ على سَتْرٍ وتَغْطِيَةٍ‏.‏

غرضف

الغُرْضُوْفُ والغُضْرُوْفُ‏:‏ كل عظم رَخْصٍ يُؤْكَلُ، والجمع‏:‏ الغَرَاضِيْفُ والغَضاريفُ‏.‏

ومارِنُ الأنف‏:‏ غُرْضُوْفٌ، قال‏:‏

كأنَّ طَعْمَ البَرَدِ المُنْهَمِّ *** تَحْتَ غَرَاضِيْفِ الأُنُوْفِ الشُّمِّ

ونُغْضُ الكَتِفِ‏:‏ غُرْضُوْفٌ، وكذلك رُؤوسُ اضْلاع ورَهابَةُ الصَّدْرِ وداخل قُوْفِ الأُذُنِ‏.‏

والغُرْضُوْفانِ‏:‏ الخَشَبَتانِ اللتان تُشَدّانِ يمينًا وشمالًا بين واسط الرَّحلِ وآخرته‏.‏

غرف

الغَرْفُ‏:‏ شجر يُدْبَغُ به الأديمُ، قال عَبْدَةُ بن الطَّبيب العَبْشَميُّ يصف ناقَةُ‏:‏

وما يَزَالُ لها شَأْوٌ يُوَقِّرُهُ *** مُحَرَّفٌ من سُيُوْرِ الغَرْفِ مَجْدُوْلُ

يُقال‏:‏ سِقَاءٌ غَرْفيٌ ومَزَادَةٌ غَرْفِيَّةٌ‏:‏ إذا دُبِغا بالغَرْفِ، قال ذو الرمَّةِ‏:‏ وقال الدِّيْنَوَرِيُّ‏:‏ الغَرَفُ -بالتَّحريك-، الواحِدة غَرَفَةٌ، قال أبو عمرو، هو الثُّمَامُ، وقال السُّكَّريُّ‏:‏ الشَّثُّ والطُّبّاقُ والنَّشَمُ والعَفَارُ والعُتْم والصَّوم كُلُّه يُدعى الغَرَفَ، قال‏:‏ وكذلك الحَبَجُ والشَّدَنُ والحَيَّهَلُ والهَيْشَرُ والضُّرْمُ، وأنشد لأبي خِرَاشٍ الهُذَليِّ‏:‏

أمْسَى سُقَامٌ خَلاءً لا أَنِيْسَ به *** إلاّ الِّبَاعُ ومَرُّ الرِّيْحِ بالغَرَفِ

سُقامُ‏:‏ وادٍ‏.‏

وغَرَفْتُ الشَّيْءَ‏:‏ قَطَعْتُه‏.‏ وقال الأصمعيُّ‏:‏ يُقال‏:‏ غَرَفْتُ ناصية الفرس‏:‏ أي جَزَزْتُها‏.‏ ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- عن الغارِفَةُ‏.‏ والغارِفَةُ معنيين‏:‏ أحدهما أن تكون فاعلة بمعنى مَفْعُوْلَةَ كعِيشَةٍ راضيةٍ‏:‏ وهي التي تقطعها المرأة وتُسَوِّيها مُطَرَّرَةً على وسط جبينها، والثاني أن تكون مصدرًا بمعنى الغرف كاللاّغِيَةِ والثّاغِيَةِ‏.‏

وناقَةٌ غارِفَةٌ‏:‏ سريعة السير، وابلٌ غَوَارِفُ، وخَيْلٌ مَغارِفُ، كأنَّها تَغْرِفُ الجَرْيَ غَرْفًا‏.‏ وفارسٌ مِغْرَفٌ، قال مُزَاحِمٌ العُقَيليُّ‏:‏

جَوَادٌ إذا حَوْضُ النَّدى شَمَّرَتْ لَهُ *** بأيْدي اللَّهامِيْمِ الطِّوَالِ المَغَارِفُ

ويُرْوى‏:‏ ‏"‏قَصِيْرٌ‏"‏، ويُرْوى‏:‏ ‏"‏صَعَّدَتْ له‏"‏‏.‏

وغَرَفْتُ الجِلْدَ‏:‏ دَبَغْتُه بالغَرْفِ‏.‏

وغَرفْتُ الماء بيدي غَرْفًا، والغَرْفَةُ‏:‏ المَرَّةُ الواحدةُ، والغُرْفَةُ -بالضَّمِّ‏:‏- اسمٌ للمَفْعُولِ منه؛ لأنَّك ما لم تَغْرِفْه لا تُسَمِّيْه غُرْفَةُ، وقرأ ابن كثير وأبو جعفر ونافع وأبو عمرو‏:‏ ‏(‏إلاّ مَنِ اغْتَرَفَ غَرْفَةً‏}‏‏.‏ بالفَتْح، الباقُونَ بالضَّمِّ‏.‏ وجَمْعُ المَضْمُوْمَةِ‏:‏ غِرَافٌ كنُطْفَةٍ ونِطافٍ، وزعموا أنَّ ابنة الجُلْندي وَضعت قردتها على سلحفاة فانسابت في البحر فقالت‏:‏ يا قوم نَزَافِ نَزَافِ لم يَبْقَ في البحر غير غِرَافٍ، وجعلت تَغْتَرِفُ من البحر بكفَّيْها وتصُبُّه على الساحل، ويُرْوى‏:‏ غير قُدَافٍ وهو الجَفْنَةُ‏.‏

والغِرَافُ -أيضًا- مِكْيالٌ ضخمٌ مثل الجِرَافِ، وهو القَنْقَلُ‏.‏

والمِغْرَفةُ‏:‏ ما يُغْرَفُ به‏.‏

وغرِفَتِ الإبل -بالكَسْر- تَغْرَفُ غَرَفًا -بالتَّحريك-‏:‏ إذا اشْتَكَتْ بُطونها من أكل الغَرْفِ‏.‏

والغَرِيْفُ‏:‏ الشَّجَرُ الكثير المُلْتَفُّ أي شجر كان، قال الأعشى‏:‏

كَبَرْدِيَّةِ الغِيْلِ وَسْطَ الغَرِيْفِ *** إذا ما أتىالماءُ منها السَّرِيْرا

ويُرْوى‏:‏ ‏"‏السَّدِيْرا‏"‏، وقيل‏:‏ الغَرِيْفُ في هذا البيت‏:‏ ماءٌ في الأجَمَةِ‏.‏

وقال الدِّيْنَوَرِيُّ‏:‏ الغَرِيْفُ‏:‏ القَصْباء والحَلْفاءُ، قال‏:‏ وهو الغَيْضَةُ أيضًا، قال أبو كبيرٍ الهُذَليُّ‏:‏

يأْوي إلى عُظْمِ الغَرِيْفِ ونَبْلُهُ *** كسَوَامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ

وقال آخر‏:‏

لَمّا رَأيْتُ أبا عمرو رَزَمْتُ لَهُ *** منِّي كما رَزَمَ العَيّارُ في الغُرُفِ

والغَرِيْفُ‏:‏ سَيْفُ زَيْد بن حارِثة الكلبيِّ، وفيه يقول‏:‏

سَيْفي الغَرِيْفُ وفَوْقَ جِلْدي نَثْرَةٌ *** من صُنْعِ داوود لها أزْرارُ

أنْفي به مَنْ رامَ منهم فُرْقَةً *** وبمِثْلِهِ قد تُدْرَكُ الأوْتارُ

والغَرِيْفَةُ‏:‏ جِلْدَةٌ من أدَمٍ نحوٌ من شِبْرٍ فارغةٌ في سفل قِرَابِ السيف تذبذبُ وتكون مُفَرَّضةً مُزيَّنةً، قال الطِّرِمّاحُ يصف مِشْفَرَ البعير‏:‏

خَرِيْعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحي *** كأخْلاقِ الغَرِيْفَةِ ذا غُضُوْنِ

جعلها خَلَقًا لِنُعُومَتِها‏.‏

وبنو أسدٍ يُسَمُّون النَّعل‏:‏ الغَرِيْفَةَ‏.‏

والغِرْيَفُ -مِثال حِذْيَمٍ-‏:‏ ضَرْبٌ من الشجر‏.‏ وقال أبو نَصْرٍ‏:‏ الغِرْيَفُ شجرٌ خَوّارٌ مثلُ الغَرَبِ‏.‏ وزعم غيره‏:‏ أنَّ الغِرْيَفَ البَرْدِيُّ، وأنشد قول حاتم في صفة نَخْلٍ‏:‏

رِوَاءٌ يَسِيْلُ الماءُ تحت أصُوْلِهِ *** يَمِيْلُ به غَيْلٌ بأدْناهُ غِرْيَفُ

وقال أُحَيْحَةُ بن الجُلاَحِ‏:‏

يَزْخَرُ في حافاتِه مُغْدِقٌ *** بحافَتَيْهِ الشُّوْعُ والغِرْيَفُ

والغِرْيَفُ -أيضًا-‏:‏ جبلٌ لبني نُمَيْرٍ، قال الخَطَفى جَدُّ جَرِيرٍ‏:‏

كَلَّفني قَلْبِيَ ما قد كَلَّفا *** هَوَازِنِيّاتٍ حَلَلْنَ غِرْيَفا

وغِرْيَفَةُ‏:‏ ماءةٌ عند غِرْيَفٍ في وادٍ يُقال له التَّسْرِيْرُ‏.‏

وعَمُوْدُ غِرْيَفَةَ‏:‏ أرض بالحِمى لِغَنيِّ بن أعصُرَ‏.‏

والغُرْفَةُ‏:‏ العُلِّيَّةُ، والجمعُ‏:‏ غُرُفاتٌ وغٌرَفاتٌ وغُرْفاتٌ وغُرَفٌ‏.‏

وقوْل لَبيدٍ رضي الله عنه‏:‏

سَوّى فأغْلَقَ دُوْنَ غُرْفَةِ عَرْشِهِ *** سَبْعًا طِباقًا فَوْقَ فَرْعِ المَنْقَلِ

يعني به السماءَ السابعة‏.‏

والغُرْفَةُ -أيضًا-‏:‏ الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ‏.‏

والغُرْفَةُ‏:‏ الحَبْل المعقود بأنْشُوْطَةٍ‏.‏ وغَرَفْتُ البعير أغْرُقُه وأغْرِفُه‏:‏ إذا ألقَيْت في رأسه غُرْفَةً وهي الحبل المعقود بأُنْشُوْطَةٍ‏.‏

والغُرَافَةُ‏:‏ ما اغْتَرَفْتَه بيَدِكَ كالغُرْفَةِ‏.‏

وبِئْرٌ غَرُوْفٌ‏:‏ يُغْتَرَفُ ماؤها باليد‏.‏

وغَرْبٌ غَرُوْفٌ‏:‏ كثيرُ الأخذ للماء‏.‏

ونهرٌ غَرَّافٌ -بالفتح والتَّشديد-‏:‏ كثيرُ الماء‏.‏

والغَرّافُ -أيضًا- نهر كبير بين واسط والبصرة، وعليه كُوْرَةٌ كبيرة لها قُرىً كثيرةٌ‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ فَرسٌ غَرّافٌ‏:‏ رَحِيبُ الشَّحْوَةِ كثيرُ الأخْذِ بقوائمه من الأرض‏.‏

وغَرّافٌ -أيضًا-‏:‏ فَرَسُ الَرَاءِ بن قَيْس بن عَتّاب بن هَرَميّ بن رِيَاحٍ اليَرْبُوعيِّ، وهو القائل فيه‏:‏

فإنْ يَكُ غَرّافٌ تَبَدَّلَ فارِسا *** سِوايَ فقد بُدِّلْتُ منه سَمَيْدَعا

قال أبو محمد الأعرابيُّ‏:‏ سألتُ أبا النَّدى عن السَّمَيْدَعِ من هو‏؟‏ قال‏:‏ كان جارًا للبَرَاءِ بن قيسِ وكانا في منزلٍ، فأغار عليهما ناسٌ من بكر بن وائل، فَحَمَلَ البَرَاءُ أهله وركب فرسًا له يُقال له غَرّافٌ، فلا يلحق فارسًا منهم إلاّ صَرَفه برُمحه، وأُخِذ السَّمَيْدَعُ؛ فناداه يا بَرَاءُ أنْشُدُلَ الجوار، وأعجب القوم الفَرَسُ فقالوا‏:‏ لك جارُكَ وأنت آمن فأعطنا الفرس، فاستوثق منهم ودفع إليهم الفرس واستنفذ جارة، فلما رجع إلى أخوته عمرو والأسود لاماه على دفعه فرسه؛ فقال في ذلك قطعة منها هذا البيت‏.‏

والانْغِرَافُ‏:‏ الانْقِطاعُ، قال قيسُ بن الخَطيم‏:‏

تَنَامُ عن كِبْرِ شَأْنِها فإذا *** قامَتْ رُوَيْداُ تَكادُ تَنْغَرِفُ

رواه الأصمعيُّ بمكسر الكاف، ورواه أبو عمرو بضمِّها وفي روايته ‏"‏لِشَيْءٍ‏"‏ مكان ‏"‏رُوَيْدًا‏"‏‏.‏

والاغْتِرَافُ من الماء‏:‏ الغَرْفُ منه‏.‏